P
R
E
V
N
E
X
T

SURENDRAN NAIR, Elysium (Cuckoonebulopolis), 2010, oil on canvas, 180.3 × 240 cm. Courtesy the artist and Frey Norris Contemporary & Modern, San Francisco.

نيتي، نيتي

سوريندران نير

Frey Norris Gallery
USA India
Also available in:  Chinese  English

غالباً ما تقارن أعمال الرسام الهندي الشهير “سوريندران نير” أسلوبياً بأعمال البلجيكي "ماغريت"، إلا أنه يصرّ على رفض وسمه بالسريالي، فأعمال “نير” لا تكشف عن مشاهد من اللاوعي، وإنما هي لوحات درامية مرسومة بشكل دقيق ومسطح، كجداريات على أقمشة زيتية بحجم الإنسان، واللوحات التسعة الموجودة في معرض “نيتي نيتي” تشكل جزءاً من سلسلة بدأت في عام 1999 تحت اسم "Cuckoonebulopolis"، وهي كلمة مركبة نحتها “نير” لكونٍ بديل مستوحىً بحريّة من مسرحية “الطيور” للمسرحي الإغريقي الكلاسيكي "أريسطوفان"، وفيها تقوم الطيور ـ التي تسكن مدينة بين السحاب ـ بالتوسط بين الآلهة ورعاياهم الأرضيين، والمعرض الذي يضم عملَي ( الجنة)/2010، و(عقيدة الغابة)/2009 ـ وهما من السلسلة آنفة الذكر ـ يقدم لوحات تعرض جميعها علاقات بين الإلهي من جهة، والإنساني والبهيمي من جهة أخرى.

ويتطلب اختراق الجدار الرابع لدراما “نير” إلماماً أساسياً بالآلهة الهندوسية و"كاثاكالي"، وهي تصوير درامي لملحمة هندية تعود إلى القرن السابع عشر، ومكونة من مزيج بين الرقص والموسيقى والتمثيل، وقد نشأ هذا الفن في “كيرالا” موطن "نير"، ويستخدم فيه أدوات تجميل غريبة، وملابس غير عادية، وقاموساً من حركات العين وإشارات اليد التي تبرزها الدعائم المسرحية.

وتشير (عقيدة من الغابة) إلى أحد أصول نشأة "كاثاكالي"، حيث رقص المؤدون في الغابات، وصنعوا ملابس وأدوات تجميل من النباتات العشبية، وتعرض اللوحات في هذا العمل ممثلين يقفون بوضعية الرسم، وهم يحيلون على شخصيات وردت في الأساطير الهندية، وفي عمل (عشاق في أوقات الترفيه اللعوب، عقيدة من الغابة)/2009، تحوم امرأة أرجوانية بأذرع ممتدة، ولسان متدلّ، وعيون منتفخة، مهددة فوق جسد شريكها المستلقي أرضاً، والذي يبدو هادئاً، وواضعاً رأسه فوق ثور ذهبي صغير، بينما تحمل ساقه بغرابة قطة "كاليكو"، ويعلو رأسه أيل يناقض ـ في وقفته الهادئة ـ غضب المرأة، ويمكن بسهولة الإدراك بأن الزوجين ما هما إلا الإله “شيفا” والشيطانة "كالي"، وقد نثر “نير” في المسرح المظلم عدداً من طواطم الآلهة لتنبيه الجمهور، مثل رمح “شيفا” ثلاثي الرؤوس، ومخالب "كالي"، وتمثال له ثمانية أذرع، وخنجر مصوّب، ويصف العمل رسمياً التوازن الإلهي، إذ يعادل كل عنصر هندسياً وحيوياً؛ عنصراً آخر، في حين يؤكد التناظر البصري ثيمة من الانسجام والتناغم بين الرجل والمرأة، وبين الخير والشر، وبين الموت والحياة.

وفي عمل (بوضوح/ عقيدة الغابة)/2009 تظهر إلهة المعرفة والفنون “ساراسواتي” مع آلة تشبه السيتار، وآلة الـ "فينا"، وزوج من البجع، وأزواج البهائم من الآلهة الهندوسية التي تهدف للتأكيد على خصائص إلهية معينة، وهي تظهر كثيراً في عوالم "نير"، أحياناً بشكل مركبات، أو رفاق، وأحياناً أخرى تكون مجرد زينة خاملة، وفي لوحتين من مجموعة “الجنة” تم عكس مفهوم المركبة الإلهية، ففي ( الجنة)/2010 يحمل رجال في مسيرة إطاراً لمعبد، أما في (يماني بيلاول؛ الجنة)/2010 ـ وهو واحد من أكثر أعمال المجموعة عاديّة ـ فيقوم راكب دراجة بحمل جمل.

كما تظهر عناصر من “كاثاكالي” في (أندرا؛ ممثل يؤدي أغنية الكورس1 لمسرحية متخيلة/عقيدة الغابة)/2009، وهي تصور إله الحرب والعواصف محاطاً بسحابتين مدعومتين، تستند إحداهما على تمثال فيل، والأخرى على صاعقة، ويبدو وجه الإله مغطى بخطوط ملونة ترمز لإحدى خصائص شخصيته الجوانية، ليكون الأثر الكلي المتناقض هنا هو الغضب الساكن.

ويظهر أسلوب التجميل ذاته في قطعة المعرض المركزية (نيتي، نيتي/عقيدة الغابة)/2009، وهي بورتريه لافت للفنان، والعنوان مأخوذ من “الأوبانيشاد” الذي يعني “لا هذا ولا ذاك”، وهو قول مأثور للاهوت السلبي، بما أنه من المستحيل الإعراب بإيجاز عن جوهر الله، فعلى المرء ألا يحاول ذلك، وإنما يمكن له أن يعبر بوضوح لكن ليس عن الله، وفي اللوحة تقف بشكل جانبي شخصية عارية الصدر، تتأمل رمحاً مشتعلاً ثلاثي الرؤوس، ومشيراً بأياد ثلاث، تظهر واحدة منها ملصقة به بواسطة حبل، وقد يزوّد تحليل التجهيزات المستخدمة في اللوحة مادة كافية لأطروحة جامعية، لكن عنوان العمل يحثنا على التوقف عن البحث عن المعنى عبر التسمية والتعريف، إذ تعيقنا هذه المشوشات عن تحقيق ما يسعى إليه الممثلون، أي التركيز التأملي.

1 Parabasis

Ads
Asian Art Biennale 1 Nov-3 Jan 2021 CHRISTIE"S David Zwirner Artspace