P
R
E
V
N
E
X
T

TADANORI YOKOO, Destiny, 1997, acrylic on canvas, 227.3 × 181.8 cm. Courtesy the artist, SCAI the Bathhouse, Tokyo; and Friedman Benda, New York.

بقلم رئيسة التحرير: إلين. و. نغ

Also available in:  Chinese  English

في هذا الوقت من السنة الذي يشهد فيه عالم الفن نشاطاً بارزاً تقوم مجلة “أرتس آسيا باسيفيك” بالتأمل في التقلّبات الطفيفة وغير الطفيفة التي تحوم حولنا اليوم، وفي هذا العدد تحديداً اختارت المجلة أن ترقب كيف يستجيب الفنانون لتزعزع الأحداث وضبابية المستقبل.

يلي إطلاق سراح “آي ويوي” مؤخرا، بعد أن كان قد احتجز ثمانين يوما على يد شرطة بكّين، إدانة دولية كبيرة، واهتماما غير مسبوق بأعماله، وفيما يسعى نقاد وفنانون وقيمو معارض غاضبون إلى التفريق بين فورات غضب “وي” العرضية وما تتضمنه من نقد اجتماعيّ لاذع وبين أعماله الفنية ـ بهدف التأكيد على عبقريته الفنية ـ؛ فإن محررنا المشارك “أندرو كوهين” يبيّن في تحقيقه عن الموضوع أن فن “وي” والسياسة كانا في الحقيقة متلازمين دائماً وعمداً.

ومن جهة أخرى فإن الزلزال المروّع والتسونامي اللذين دمّرا شمال شرق اليابان في آذار/ مارس وأثارا أزمة نووية حتى اللحظة يذكّراننا بأن العالم كما نعرفه قد يقلب رأساً على عقب خلال لحظات، وفيما تبدأ اليابان إعادة البناء، فإن المحررة الإدارية “أشلي رولنغ” تسبر النُذر الخارقة للطبيعة في البوسترات واللوحات الزيتية التي يصنعها “تادانوري ياكو” الذي كان مصمّم غرافيك قبل أن يصبح رسّاماً، والذي تطوّرت تجربته الفنية بالتزامن مع عقود إعادة الإعمار المضطربة في اليابان عقب الحرب العالمية الثانية، وإن الأعمال الأخيرة لهذا الفنان تستكشف ثيمات كونية كبرى مثل الحياة، والموت، والمرح، والتشاؤم.

أما في غرب آسيا فقد شكل تقدّم السلطة الفلسطينية بطلب في أيلول/ سبتمبر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية؛ مناسبة لكبير محررينا “هـ. ج. ماسترز” للتأمل في أعمال الفنانين الفلسطينيين التي تتحدّث عن واقع الاحتلال الإسرائيلي، منذ بناء جدار الفصل سنة 2002 وحتى اليوم، وفيما يتعلق بقضايا الحرب والحدود والمنفى والهجرة تأتي أعمال الفنان المفاهيمي الأرمني التركي المولد “سركيس” الذي أقام مؤخراً معرضاً استعادياً بمتحف الفن الحديث والمعاصر في جنيف، وقد وصفت محررتنا المشاركة “مارلين ساهاكيان” القوة الدافعة وراء أعمال “سركيس” بأنها “الإيمان بالقدرة التغييرية للفن، أفقياً في مجالات التعليم والنشاط، وعمودياً أيضاً حين يصعد الفن بالروح متجاوزاً بها المعاناة الإنسانية”.

وعلى الرغم من أن الاهتمام الدولي منصب في الأشهر الأخيرة على التغيرات الكبرى والثورات، إلا أن موضوعاً أقل إثارة يتعلق بدعم الدولة للفنون يتطلب الانتباه، لأن أثره على المجتمع في المدى البعيد قد يكون أكثر بقاء، حيث يقدم قيّم المعارض المستقل “ديفيد إليوت” في قسم “مقالات” نقداً صريحاً لحالة المتاحف في القرن الـ 21، في حين تزودنا “كاثرين ويلسون” بلمحة نادرة عن المبادرات الخاصة والعامة الهادفة لزيادة الفرص أمام الفنانين المعاصرين في “بروناي”.

وبعيداً عن موضوع تمويل الفنون نذهب إلى النزعة المقلقة للرقابة الفنية، وقد ارتأينا دعوة الفنان التيبتي “تينزينغ ريغدول” للردّ على ما تعرّض له من هجوم أخير على يد أصوليين هندوس كانوا قد كفّروه ببوذا بسبب عمله (بوذا بوليوود)، ويذكّرنا هذا الموضوع بوفاة كبير الفن الهندي المعاصر “مقبول فدا حسين” في 9 حزيران/ يونيو، وهو الذي أفنى آخر 15 عاماً من حياته مجاهداً ضد ذات القوى الأصولية الدينية المتطرفة، الأمر الذي أجبره على العيش في منفى ذاتيّ بين لندن ودبي والدوحة منذ 2006.

وعلى الجانب الآخر يسبر قسم “لمحات” أعمال الفنانين الذين يعرضون في أعمالهم البنى التي تشكّل الإنسان وبيئته الحضريّة، حيث يدرس المحرر المشارك “مايكل يونغ” النقد الذي يوجّهه “شين شاومين” لسعي البشريّة نحو التحكّم في الطبيعة والمجتمع، أما “جيوتي دار” فيستكشف رسومات “سهر شاه” المستوحاة من العمارة، والتي تتلاعب بالنُصب وبالرموز السلطوية الأخرى، في حين يسبر “جاسون لازاروس” انبهار “جان تيتشي” بتركات وإخفاقات المعمار الحديث، وخصوصاً آخر مشاريع “كابريني- غرين” السكنية في شيكاغو، الذي تم الانتهاء من جرفه وإزالته في 30 آذار/ مارس الماضي.

وفي عمود “مشاريع” تعرض الفنانة “جايشري أبيشانداني” إعجابها بالرسامة “سامرة عباسي” التي حازت مؤخراً على جائزة “جوان ميتشل”، أما في قسم “استطلاع” فيطلعنا “لي مينغوي” التايواني على قائمة قراءاته هذا الصيف.

أما قسم المراجعات فيشمل دراسة كبير المحررين “دون ج. كوهن” للنصوص الرقمية الصينية المترجمة التي تعرّضت دائماً للحذف على يد السلطات الصينية في مدونة " آي ويوي": كتابات، مقابلات، تشدّقات رقمية/ 2006ـ 2009، وختاماً ينقلنا موضوع “حيث أعمل” إلى استديو “غوان وي” في بكين، وذلك قبل أسابيع فقط من عملية الإخلاء المفاجئ، وجرف العمارة كلها بتاريخ 30 أيار/ مايو الماضي، الأمر الذي جعلنا نسترجع بسخرية مضحكة مبكية ما قاله “وي” عن الاستوديو الخاص به حين لاحظ انتباهنا لصوت الطائرات وهي تحلق فوقه: “من غير المحتمل هدم وإعادة بناء هذا الاستديو، لأن البكينيين لا يريدون العيش قريباً من مسار الطائرات”، وقد أعطي “وي” وسكان آخرون مهلة 3 أيام للرحيل، أما التبرير الرسمي للإخلاء فهو أن البناية لم تلبّ شروط السلامة من الحريق.

وهنا لا يسعنا إلا أن نتساءل: لو قدّر لـ"آي ويوي" أن يتكلم بحرية اليوم، فما الذي يمكن أن يقوله على الملأ، أو في مدونته، أو على موقع “تويتر” حول الظلم الفادح الذي تعرض له “غوان وي” وغيره من السكان المقيمين في البناية؟ ولأولئك الذين مايزال الشك يملؤهم فيما إذا كان “آي ويوي” فناناً أو ناشطاً، فإنه من الجدير تذكر ما قاله مرة: “الفن موضوعه الحياة، وحياتنا سياسية بالكامل، ولذلك فإن فني جميعه سياسي”.

Ads
Silverlens KUKJE GALLERY SAM E-flux