الفنانة سوزان تي كاهورانحي كينغ فنانة عصامية من نيوزيلاند، عمرها 63 عاماً، أقامت معرضها الفردي الأول أواخر عام 2014، وهي واحدة من 12 ولداً لأبوين من الطبقة العاملة، ولسبب غير معلوم توقفت كينغ عن الكلام وهي في سن الرابعة، بعد وقت قصير بدأت التعبير عن ذاتها بالرسم فقط، فلاقت تشجيعاً كبيراً من أسرتها.
معرضها الذي طال انتظاره في صالة أندرو إدلين في نيويورك نظمه الكاتب والقيّم كريس بايرن، وضم 39 عملاً بما فيها الرسم بالغرافيت، وأقلام الرصاص الملونة، وخشب الآبنوس والأقلام الملونة، وعدة دفاتر رسم ، وصوانٍ مصنوعة من الورق ومزينة بمعجون متعدد الألوان.
العرض الديناميكي للأعمال التي كانت جميعها من دون عناوين؛ يُظهِر دفتر رسم يعود إلى عام 1960 مليء بشخصيات وأشكال مختلفة، واثنتين من اللوحات السريالية الجامحة من عام 1961، وقد رسمتا في طفولة كينغ، وهناك أيضاً عدة أعمال من عام 1965 تضم لوحة تصور شخصيات شعبية في أفلام الكرتون تطوف حول شابة غاضبة، مثل وودي وودبيكر، دونالد داك، بوركي بيغ، دافي داك، ولوحة ملونة تصور شاطئاً وفتيات فرحات عاريات الصدور يرتدين البكيني، وشخصيات عارية تتحول إلى مسوخ، وفي مكان آخر من المعرض لوحة من عام 1969 تصور سرباً من طيور النورس، وأجزاء من شخصيات الرسوم المتحركة، وأشكال بألوان كثيرة تشبه الصخور.
يضم المعرض 15 لوحة من عام 1978، من أجملها لوحة تصور العديد من الأرانب التي أعيد ترتيب أعضائها لتشكل أشكالاً خيالية متغايرة، ولوحة أخرى جديرة ومتميزة، تخلط عشرات الرؤوس الهزلية في منظر طبيعي متموج، ولوحة ثالثة رائعة تقدم نسقاً سماوياً من اللون، وأشكالاً مجردة في القسم الأعلى من العمل، ومساحة فاصلة بالأبيض والأسود في الوسط، ومزيجاً مخدراً نابضاً بالحياة لميكي ماوس، وفلنتستونز في الأسفل.
في المعرض لوحتان من عام 1980عن أعمال كينع المبكرة. شخصية تشبه بيكي بازارد من لوني تونز مرسومة مراراً، ومعالجة باليد على صفحة ورقية، لتغدو كابوساً رهيباً كسلسلة مشاهد متعاقبة، واللوحة الأخرى هي تجمع لأعضاء جسد أنثوي تستحضر لوحات الفنان هنري دارغر، واللوحة تصور عدداً كبيراً من الفتيات الصغيرات اللواتي يقاتلن قوات مجهولة. وفي لوحات كينغ الجذوع المجزأة العارية، والسيقان مكملة بأحذية ماري جين للأطفال المتناثرة حول المنظر الموحش المليء بأجزاء من رؤوس بشرية وحيوانية، والأيادي التي تتلمس طريقها مرتدية قفازات بيضاء تحمل توقيع ميكي ماوس.
بالصدفة توقفت كينغ عن صنع أعمال حول تلك الفترة، وخلال ذلك الوقت كانت تركز لوحاتها على الفوائد التي يتم الحصول عليها من مدرسة الطلبة المعوّقين التي كانت تذهب إليها في أوكلاند. محاضر من معهد فن محلي رأى مقالة في جريدة عن أعمال كينغ، فاقترح أن تدرّس في مدرسته، ومنذ أن أراد معهد المعوّقين من كينغ أن تركز على صنع أشياء نافعة تباع كجزء من برنامجها؛ أبعدت الإدارة عنها أدوات رسمها، فأصيبت كينغ بعدها بكآبة عميقة، ولم ترسم أي عمل على مدى ما يزيد عن 20 سنة لاحقة.
في عام 2008 استعادت إبداعها على نحو غير متوقع، وذلك أثناء تصويرها فيلماً وثائقياً حول حياتها وعملها، وبهذه المناسبة أعدت والدتها طاولة عمل، ووضعت عليها أقلام رصاص وأوراقاً، ما أدى في النهاية إلى استجابة من كينغ.
كان الأمر وكأنها قررت البدء من حيث توقفت، ومنذ ذلك الحين أصبحت ترسم بفرح، وفي ذات الوقت اكتشف بايرن أعمال كينغ عن طريق غراي بانتر الفنان ومصمم عرض تلفزيون أمريكا “Pee-wee’s Playhouse” في الثمانينيات، والذي تعرف على كينغ عن طريق الملحن ديفين فلاين الذي عثر عليها بدوره من صفحتها على الفيسبوك التي تديرها أخواتها.
تعرض صفحة كينغ على الفيسبوك لوحاتها الجديدة باستمرار، فيستغرب المرء لماذا أعمالها الحالية الموجودة في المعرض اقتصرت على أربع صينيات من عام 2014. يقال أن ما من عمل من أعمالها للبيع، إنما عرضت فقط لتحفيز الاهتمام في تطوير منظمة تضم أرشيفَ منزل كينغ المؤلف من 10000 لوحة، ودفاتر الرسم، وسجلات القصاصات، وتشجع المعارض في كل أنحاء العالم، وهذا العرض لأعمال الفنانة جدير بالاهتمام كتعريف بأعمال كينغ الكاملة، وهو ينجح في تحفيز الأفكار حول هذه الأعمال، ويزرع رغبة قوية في معرفة المزيد.