P
R
E
V
N
E
X
T

MICHAEL LINOne of 15 pedicabs roaming outside the exhibition “Locomotion” at the Museum of Contemporary Art and Design, Manila, 2016. Featured on the tarpaulin is the print design from Lin’s painting Dragon’s Fury (2016). Courtesy the artist.

Locomotion

Michael Lin

Taiwan Philippines
Also available in:  Chinese  English

زهور زاهية، باعة متجولون على الدراجات، سارية علم، كلها كانت مجتمعة في عرض مرح تفاعلي لميشيل لين أقيم في المساحة المذهلة لمتحف مانيلا للفن المعاصر والتصميم الذي تشرف عليه مديرة المتحف جوزيلينا كروز. (Locomotion) هي رحلة بصرية تنطوي على تبادل بين المتحف والحي اللذين يحيطان به. أصبحت تركيبات لين في معارضه العديدة تمثل علاقة بين المكان العام والفن، والتي تنطوي غالباً على تفسيرات أثرية لمطبوعات النسيج التقليدية من بلده تايوان. هكذا كانت الحال بالنسبة لمشروع (Locomotion)، وهو أول معرض فردي  للفنان في جنوب شرق آسيا، حيث كانت جدران المتحف الواسعة زاخرة بطبعات أزهار زاهية.

أما بالنسبة للمعرض، فقد وسّع لين عنصر الأزهار حتى خارج حدود الصالة، عارضاً طبعاته بشكل قماش مشمع يغطي دراجة الأجرة “البيديكاب” وسيلة النقل الشعبية في مانيلا. فيما يظهر المزيد من تصميمات رسوم الأزهار وسط الصالة الرئيسة لمتحف مانيلا للفن المعاصر على سطوح  240 كرسياً خشبياً منخفضاً، موجودة في كل مكان على الأرصفة في جنوب شرق آسيا.

في معرض (اجتماع غير معنون، مانيلا)/ 2016؛ كانت المقاعد مثل “لعبة الصور المقطعة”، يركّبها ويفككها كل زائر متفاعل، خالقاً تفسيرات جديدة لطبعات الأزهار الساكنة على الجدار. وسط الطابق الأرضي توجد ثلاثة أعمدة للعلم متجاورة (برنجيه 752، برنجيه 733، برنجيه 730)، والبرنجيه أصغر وحدة إدارية في التقسيم الإداري للفلبين ويعني قرية أو محلّة.

كما عرض مربعات مرقعة مصنوعة من القماش المشمع الفاخر لتزيين دراجات البيديكاب، حيث توجد ثلاث دراجات جديدة عليها طبعات لين، مونيغا، وسينغالونغ، وأريلانو، وكلها معروضة في الطابق الأوسط من المتحف.

يقع المعرض في متحف مانيلا للفن المعاصر والتصميم في كلية دي لا سال في كلية جامعة القديس بينيلد للتصميم والفنون في مالات، حيث تغص الشوارع نهاراً بالطلبة، وتشع ليلاً بأضواء الحانات. أما بالنسبة للتركيب التعاوني؛ فقد وصل لين إلى ثلاثية برنجيه المتجاورة. وكسائق دراجة مخضرم؛ دعا سائقي البيديكاب ليستبدلوا أغطية عرباتهم المشمعة بتلك الأغطية ذات الطبعات المزهّرة، وأعطى كل برنجيه نسخة من طبعات الزهر الثلاث التي تنتشر في المتحف على جدران صالة العرض ونوافذها، وهي عبارة عن خلفية صفراء وبيضاء مع زهرة وورقة (ذهب الخريف)، والثانية تشبه الأولى لكن ألوانها استوائية بين البرتقالي والأخضر والأحمر (واد عميق)، وأخيراً جمع بين النموذجين السابقين بعد إضافة زخرفات بيضاء لمدقات الزهرة وعروق الأوراق (غضب التنين)، كما حوّل مطرزات ورسومات أقمشة قديمة للبيديكاب إلى ثلاث لافتات كبيرات تجمع قطعاً مختلفة. ومعروف عن سائقي البيديكاب الفليبنيين أنهم يزينون عرباتهم بزخارف من ثقافة البوب والأيقونات الدينية، مثل ميكي ماوس، وورقة الماريغوانا أو مريم العذراء. وهكذا عرضت على السواري اللافتات الثلاث، وخلقت عملاً فنياً من تقليد الزخرفة لسائقي البيديكاب.

عندما كان لين يعمل مع مرسم هندسة معمارية مقره في طوكيو، ومع عمال بناء من شنغهاي لتنفيذ مشروعاته؛ كان يطمس الحدود بين الفن والمكان العام في مجتمعه التعاوني في مالات. ويومياً منذ افتتاح معرضه كان باب المتحف الحديدي الثقيل يرتفع كثيراً ليتيح لسائقي البيديكاب التجوال في فضاء الصالة، ويوضح لين الأمر لآرت آسيا باسيفيك بقوله: (رأيت انفتاح باب الكراج الكبير على الصالة ولم أستطع مقاومة الفكرة)، ويضيف: (كان ذلك الجسر المثالي إلى العالم الخارجي(. 

دراجة البيديكاب التي تحيط بمبنى الصالة تأخذ الزوار عبر موقف السيارات إلى شوارع المدينة المزدحمة. يقول القيّم كروز: (كانت المرة الأولى بالنسبة لكثير من سائقي دراجات البيديكاب التي يدخلون فيها إلى المتحف والبناء المعاصر الكبير في الحي). هذه المبادرة بالنسبة إلى لين هي تخفيف للسيطرة الفنية، على اعتبار أن عمله لم يحول مكان المعرض إلى شكل بيديكاب فحسب، إنما كان بمثابة مشروع يتطور عبر الوقت أيضاً، كلما تحرك سائقو البيديكاب داخل المعرض؛ سيجسدون بلا شك نماذج الفنان المزهرة الزاهية. 

في هذا المعرض الرائع والشامل، ثمة أنواع لا تعد من اللقاءات بين المتحف والشارع، وبين الفنون البصرية والزوار، والركاب وأصحاب الدراجات الذين يصنعون من العمل الفني تجربتهم الخاصة.