ماكاو

تعد ماكاو أكبر مركز عالمي للقمار، حيث تستمد هذه المنطقة الإدارية الخاصة التابعة للصين أكثر من 70 % من دخلها من الكازينوهات وصناعة اللعب، فيما تتعامل صالات العرض التجارية القليلة في ماكاو مع الفن السياحي الديكوري، غير أن جهوداً حديثة تبذلها بعض الفضاءات الفنية ضاعفت ونوّعت من الفرص أمام الفنانين داخل البلاد وخارجها.

وعادة تقوم الحكومة بتمويل النشاطات الثقافية مثل الفن المعاصر، وذلك من خلال دائرة العلاقات الثقافية في ماكاو التي تنظم معارض وأحداثاً في الأمكنة القليلة المتوافرة والمدارة حكومياً، وخصوصاً في “متحف ماكاو الفني” الذي ينصب اهتمامه على المعارض الموجهة إلى المجتمع والفن الصيني التقليدي، وقد أقام المتحف نظرة استعراضية لأعمال المصور المحلي وفنان الميديا المختلطة “وانغ هو سانغ” (2/20-2010/11/13).

وإلى جانب ذلك تقدّم بعض المؤسسات الخاصة دعماً مالياً للفنون، مثل المنظمة البرتغالية غير الحكومية Fundação Oriente، ومؤسسة ماكاو المستقلة، ومؤسسة هنري فوك التي أسسها مليونير هونغ كونغ الراحل هنري فوك.

وفي غاليري "Tap Sea " الذي أُسِّس سنة 2003 ويدار من قبل دائرة العلاقات الثقافية في الحكومية، تم تنظيم معرض ماكاو الفني السنوي العاشر بين 22 مايو/ أيار و10 يوليو/ تموز، كجزء من مهرجان ماكاو الفني الشهير، وقبل ذلك في ذات السنة عرضت الصالة ذاتها في (2/13-2010/12/12) إنشاءة ميديا تفاعلية وصوراً للفنان التايواني “وو دار- كوين”.

أما جمعية “الفن للجميع” غير الربحية فقد تأسست سنة 2007، ويديرها الفنان ومنظم المعارض “جيمس تشو”، وهي أكثر الجمعيات المحلية الفنية نشاطاً بفرعيها في ماكاو وفي مقاطعة 798 الفنية في بكين، أما نشاطات الجمعية فتتركز حول تنظيم إقامات تفرّغ للفنانين، ونقاشات و6 معارض سنوية في كل فرع، حيث أقامت “كارول كووك” معرضها المنفرد الأول للصور في فرع ماكاو تحت عنوان (الخلود) بين 1 أبريل/ نيسان و15 مايو/ أيار، في حين نظم فنانو ماكاو “خوسيه دروموند” و"خواو فاسكو باييفا" و"أليس كوك" بفرع بكين (12/31-2) مهرجاناً عالمياً للفيديو ضمن (فن الفيديو الثاني للجميع).

ومن الفضاءات غير الربحية الأخرى Ox Warehouse الذي استضاف النسخة الخامسة من مهرجان ماكاو الدولي للفنون الأدائية (3/12-11).

في سنة 2009 قامت منظمة اليسوعيين الكاثوليكيين المحلية بتأسيس فضاء تحت اسم Art Base 1 الذي يقيم عروضاً خاصة للميديا التقليدية، ويحتوي الفضاء 14 استديو للفنانين المتفرغين.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن فنانين محليين نظموا وقفة إبداعية احتجاجاً على محاولة بعض المتعهدين إعادة تقسيم قطع أراضٍ رئيسة في ماكاو من أجل إنشاء بنايات شاهقة، وفي إحالة إلى أداء “زانغ هوان” الشهير سنة 1995 بعنوان (أن تضيف متراً واحداً إلى جبل شهير) أعاد 9 فنانين تجسيد الأداء  (لنضف متراً واحداً إلى تابيا بيكينا)، فوضعوا الصورة على موقع فيسبوك، جاذبين 1200 إعجاب Likes دعماً للعمل قبل أن تغلق الصفحة قسراً.

وعلى المستوى الدولي وبدعم من متحف ماكاو نظم فنان الأداء المحلي “نغ فونغ تشاو” مشاركة ماكاو الثالثة في بينالي البندقية تحت عنوان (التنقل والذاكرة؛ 11/27-6/4)، وقد شملت المشاركة عرض صور “إدغار مارتنز”، وفيديو “أليس كوك”، وإنشاءة “جيمس تشو”، بالإضافة إلى حضور الثنائي “خواو ماغالهايس” و"مافالدا بوتيلهو".

ومستقبلاً أعلنت حكومة ماكاو عن رغبتها بتحويل آثار منطقة القديس بول الأيقونية إلى “مقاطعة للصناعات الثقافية والإبداعية”، وقامت فعلاً بتوقيع اتفاقيات شراكة مع بكين والاتحاد الأوروبي في أكتوبر/ تشرين الأول للتعاون في التنمية الثقافية.

ويبقى السؤال الحاضر: أين مكان شظايا منطقة القديس تلك من المعادلة، في الجانب “الإبداعي” أم في "الصناعي"؟