وقد أدى المعدل المرتفع للجرائم العنيفة، والفساد الحكومي، وازدياد وباء الإيدز، إلى أن تكون العاصمة “بورت موريسبي” واحدة من أقل مدن العالم التي يرغب المرء في العيش فيها، محتلة ثالث أسوأ مركز من أصل 140 مدينة، حسب استطلاع أجرته “Economist Intelligence Unit’s Global Liveability” عام 2011.
المتحف الوطني وغاليري الفنون ـ أهم مؤسسة ثقافية في البلاد ـ حالته لست جيدة، في ظل وجود ديون تزيد عن أكثر من 675 ألف دولار، وبناءاً عليه ستقام جلسة استماع في المحكمة الوطنية للتحقيق في اتهامات سوء الإدارة والاختلاس التي أُثيرت ضد موظفين كبار في المتحف الذي كان قد أوقف جميع نشاطاته منذ شهر أغسطس/ آب، مما قد يؤدّي إلى إغلاق المتحف الذي يضم أكثر من 55 ألف تحفة أثرية وأنثروبولوجية، بالإضافة إلى مجموعات فنية معاصرة مكوّنة من حوالي 7 آلاف قطعة.
وعادة يتم تمويل النشاطات الثقافية في البلاد على يد جامعتي غوروكا وبابوا غينيا الجديدة التي نظمت معرضاً جماعياً مهماً بين 6 أبريل/ نيسان و19 مايو/ أيار، تحت عنوان (قضية المرأة من جديد في بابوا غينيا الجديدة) بمشاركة فنانين محليين بارزين مثل “مارتن موروبوبونا” و"ألكس ميبري" و"لابين ساكال"، وقد ألقى المعرض نظرة على المساهمة التاريخية للمرأة في تنمية البلاد، وأدوارها المتغيرة، وتمثيلاتها الأيقونية.
أما أبرز الأحداث الفنية التي تمت في السنة الفائتة كان التجسيد التاسع للعرض السنوي Luk Save Art الذي أقيم بين 27 و28/ أكتوبر/ تشرين الأول بنادي اليخوت الملكية في بورت موريسبي، ذلك المعرض الذي أصبح المنبر الأبرز للفنانين المحليين الراغبين بعرض وبيع أعمالهم، وقد منحت جائزة NASFUND الفنية إلى “غيغز وينا” عن عمله (بابوا غينيا الجديدة؛ 2011).
وفي المقابل أطلقت مؤخرا مؤسسة Luk Save التابعة لـ “أماندا أدامز” أول صالة عرض تجارية من نوعها في البلاد، وهي صالة عرض فن الشارع التي حظيت ببداية واعدة شهدت قيام 7 معارض، وتزهو تلك الصالة بقائمة مشاركين تضم أبرز فناني بابوا غينيا، حيث أقامت في 30 يوليو/ تموز معرضاً تحت عنوان (أروارو: قصة شعب) واستمر حتى 20 أغسطس/ آب، والمعرض عبارة عن مشروع تعاوني لـ “جيفري فييغر” و"راتوس هاوابا" كانا قد عالجا فيه آثار قطع الأشجار في البلاد على المجتمعات الريفية.
وفي القطاع غير الربحي تقوم صالة عرض بابوا غينيا الجديدة التي أسسها الفنان ومدير معهد ميلانيزيا للفنون والتواصل “دانييل واسواس” باستضافة فنانين متفرغين وتعطي صفوفاً للشباب الموهوب بهدف رعاية براعم الفن في البلاد، ولأحد أهم الشخصيات في مجتمع بابوا غينيا الفني، وهو فنان الأداء ومساعد نائب المستشار في جامعة غوروكا “مايكل ميل” الذي يرأس كذلك مؤسسة الفنون الباسيفيكية في أوكلاند، وقد مثل “ميل” بلاده كمتحدث في القمة الدولية الخامسة للفنون والثقافة في ميلبورن التي أقيمت بين 3 و6 أكتوبر/ تشرين الأول.
ويعد “جيفري فييغر” أحد فناني بابوا غينيا الجديدة القلائل الناجحين عالمياً بأعماله التي تصور قضايا محلية، وهو الذي يشارك بمعرض في صالة عرض سيدني الدولية بين 17 و27 فبراير/ شباط، وفي صالة Auckland’s Whitespace بين 5 و16 أبريل/ نيسان، كما أقام عرضاً للوحاته في مدرسة “إيولاني” في هاواي في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.
ومن الأحداث ذات الأهمية الدولية تنظيم “جوسيلين ليهي” من غينيا الجديدة معرض (عواصف الباسيفيك: Lusim Land) بين 20 مايو/ أيار، و25 يونيو/ حزيران، ويقام هذا المعرض واسع النطاق مرة كل سنتين، أما نسخة هذه السنة التي استضافتها صالة عرض لوغان للفنون في كوينزلاند، فقد ركزت على التحديات الناتجة عن ارتفاع مستوى مياه البحار، وغيرها من المخاوف الاقليمية.
وفي فيكتوريا بكندا قام النقاش الكبير “كلايتوس يامبون” أثناء إقامته في صالة عرض “ألشيرينغا” بإنتاج عمل (أصل النسر وقبائل التماسيح؛ 2011)، وذلك بهدف عرضه في معرض لفنانين من بابوا غينيا الجديدة والساحل الشمالي الغربي في كندا. وفي ذات الصالة “ألشيرينغا” عرض فنانا غينيا الجديدة “مايكل تيمبن” و"كاوا غيتا" بين 17 فبراير/ شباط و18 مارس/ آذار مجموعة أعمال جديدة ضمن معرض (Ailans Travelled).