ففي الحقبة السوفييتية كانت الثقافة الطاجيكية التقليدية بجذورها الفارسية موضع إهمال، وما تزال تلك المنطقة تخضع لبحث ولتنقيب العلماء والمؤرخين.
تقتصر البنية التحتية للفنون المعاصرة المحلية على بضعة مؤسسات مستقلة موجودة في العاصمة دوشنبه، وتدعمها منظمات غير حكومية دولية، أما المقتنيات الفنية القومية فقد وجدت في متحف “بخزود” الوطني مستقراً لها، وهو الذي يعرض أعمالاً أثرية وتاريخية طبيعية، من دون أن يكون للفن المعاصر مكاناً فيه.
ويعد مركز “باكتريا” الثقافي الذي تأسس سنة 2001 في دوشنبه أهم مؤسسة للفنون في طاجكستان، ويشمل برنامجه المتنوع الذي يشرف عليه الفنان ومنظم المعارض “جاشميد خوليكوف” الموسيقى والمسرح والتراث الثقافي وأبحاث الفنون البصرية، كما ينظم “خوليكوف” المعارض والندوات، متعاوناً في ذلك مع مدارس فنية حديثة وذلك من أجل جذب جمهور شبابي.
وثمة مشروع جارٍ العمل عليه حالياً برعاية السفارة الأمريكية في البلاد تحت عنوان (فن المدينة)، وهو يهدف إلى إطلاع الفنانين الشباب خصوصاً والجمهور عموماً على الفن المعاصر، وكجزء من المبادرة قام فنانون ضيوف من كل من الولايات المتحدة والجارة قرغيستان بإعطاء محاضرات ماجستير في فن الشارع بين 6 و17 سبتمبر/ أيلول.
في سنة 2010 أطلق مركز “باكتريا” برنامجاً يقام كل سنتين تحت عنوان (الفنان و/في المجتمع)، وقد نظّمه الباحث ومنظم المعارض الطاجيكي “جورجي محمدوف”، ومنذ بداية 2010 قام “برنامج الفنان المتفرغ في مدن المحافظات الصغيرة في طاجكستان وقرغيستان” بتسهيل إقامة مشاريع شهرية في “نوريك” و"خوروغ" و"تابوشار"، حيث أدار فنانون ومنظمو معارض ورش عمل، كما أقاموا عدة معارض، ومنهم الفنان “سليمان شريفي” والمصور “فارخود أرابوف” اللذان قضيا شهر مايو/ أيار في إنجاز مشروع (توقف الوقت) في قصر الثقافة، ويتكوّن المشروع من ندوات ومعرض صور، ثم التقى المشاركون في المشروع بمؤتمر تحت عنوان “فن للتغيير الاجتماعي” كان قد أقيم في “بشكيك”.
ومن المشاريع الأخرى المقامة في دوشنبه صالة عرض “طاجيك الفنية” على يد “فابيولا أغوديلو هيناو” على الإنترنت، وذلك بمساعدة من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون SDC، التي تدعم كذلك المنظمة الحكومية “ديدور” التي نظمت بالاشتراك مع نقابة المصورين السينمائيين في طاجكستان المهرجان السينمائي الدولي “أصداء ديدور” الذي يقام بين 28 و30 أكتوبر/ تشرين الأول في المنطقة الشمالية الغربية من "خوجاند"، والذي ضم عروضاً أفلام طويلة وقصيرة من بلاد أوروبية وآسيوية.
في حين تستضيف صالة عرض “راج” التجارية الكائنة في دوشنبه معارض للفن المعاصر وأعمالاً حرفية.
وفي الخارج كان محمدوف واحداً من المنظمين المشاركين لجناح وسط آسيا في بينالي البندقية الذي أقيم بين 4 يونيو/ حزيران و27 نوفمبر/تشرين الثاني، وقد جاء الجناح تحت عنوان “Lingua Franca”، إلى جانبه “بوريس تشوخوفيش” و"أوكسانا شاتالوفا".
أما الطاجيكيان “أليكسي روميانتسيف” و"ألا روميانتسيفا" فقد عرضا إنشاءة فيديو بعنوان (RGB؛2011)، التي تتغير فيها الصورة على الشاشة طبقاً للون عدسات النظارات الشمسية التي يضعها الجمهور.
فيما ظهر “روميانتسيف” في استعراض (Calvert 22’s Central Asian) الذي أقيم في لندن بين 13 سبتمبر/ أيلول و14 نوفمبر/ تشرين الثاني تحت عنوان (بين السماء والأرض: الفن المعاصر من وسط آسيا).
وضمن هذا المنظور فإن برنامج (الفنان و/في المجتمع) سيستمر إلى حين، على الرغم من أن أجزاءه اللاحقة لم يعلن عنها بعد.