وعلى الرغم من اندلاع أعمال شغب في الأقاليم الغربية الغنية بالنفط خلال ديسمبر/ كانون الأول2011، ويناير/ كانون الثاني 2012، فقد استطاع حزب نازارباييف الفوز بالانتخابات البرلمانية منتصف يناير/ كانون الثاني.
وعلى الرغم من أن لكازاخستان تراثاً عريقاً في الموسيقى والفنون التطبيقية، فإن البلاد لم تعرف الفنون الجميلة إلا تحت حكم الاتحاد السوفيتي 91-1936، واليوم لا تمنح الحكومة سوى دعماً محدوداً للفنانين المعاصرين الذين يعرضون أعمالهم غالباً في الخارج، لا سيما بعد إغلاق مركز سوروس للفن المعاصر عام 2009، وهو الذي كان الراعي الأول للفنانين، ما أدّى إلى تهميش النشاطات المحلية الفنية في البلاد.
يوجد في ألماتي عاصمة البلاد الثقافية أكبر مؤسسة فنية، وهي متحف ولاية كاستيف للفنون، المعروف بمقتنياته من الفنون الكازاخية الجميلة والتطبيقية من الصين واليابان والهند، وقد أعيد افتتاح المتحف في فبراير/ شباط 2011 بعد إجراء سلسلة ترميمات كان في أمسّ الحاجة إليها، واستعدادا لعام 2013 – وهي سنة الاحتفال بالثقافة الفرنسية في كازاخستان – أقام المتحف عروضاً فنية جميلة وتطبيقية لفنانين فرنسيين تاريخيين ومعاصرين تحت عنوان (دُرَر من فرنسا) 8/5-6/8.
كانت شوارع ألماتي أيضاً مسرحاً لوقائع مهرجان الفن المعاصر الدولي الثالث تحت عنوان (2012: بداية العالم) 6/18-5/18، والذي اشتمل على إنشاءات لفنانين كازاخيين وعالميين عرضت في حدائق وأماكن عامة أخرى في المدينة.
عام 2009 استأنفت تينغري أوماي أقدم صالات العرض في البلاد عروضها الشهرية، وذلك بعد سنوات عدة من الافتقار لمكان عرض دائم، فنُظّم مشروع فيديو (فن+حقيقة) 9/16-4؛ بالاشتراك مع معهد غوته، وبمشاركة من فنان الفيديو الألماني كلاوس فوم بروخ، وتضمّن المشروع محاضرة حول فن الفيديو، ومعرض (بروخ) 9/16-7، فيما عُرض (بينالي كيت نيكونوروفا) 5/19-4، وهو من بنات أفكار تلك الفنانة التي تعمل في وسائط فنية متعددة من التصميم الغرافيكي إلى فن الفيديو، في 4 فضاءات مختلفة في الوقت ذاته: (الأنا العارية) في تينغري أوماي، و(مكان في الصحراء) في نادي باتلر الاجتماعي، و(داخل الوقت) في متحف ولاية كاستيف للفنون، وأخيراً (يقظة زائفة) في دار الثقافة.
فيما يقوم لاعب ثقافي قديم آخر، وهو صالة أولار للفنون؛ بالترويج للواقعية الاشتراكية إلى جانب الأعمال المعاصرة، وقد أطلقت الصالة أوائل 2012 مشروع (فن كازاخستان في القرن 21) بهدف تقديم الفنانين الكازاخيين إلى الجمهور، وذلك عبر استنساخ أعمال شهيرة ووضعها على لوحات حول ألماتي.
في العاصمة أستانا تندر إقامة معارض، وقد جرت أبرز عروض المدينة في متحف الفنون المعاصرة الذي احتضن (الستينيات: الرومانسية التركية) 8/30-6/4؛ الذي كُرّس لمجموعة من الرسامين والنحّاتين وفناني الجرافيك الكازاخيين الذين هجروا الواقعية واتجهوا إلى الرمزية في أواخر الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
وشبيهاً بالسنوات الماضية؛ فقد لفت الفنانون الكازاخيون انتباهاً أكثر خارج وطنهم، إذ احتضنت روسيا أول احتفالية كبرى بالفن الكازاخي المعاصر هذا العام تحت عنوان (وجه العروسة) 8/19-6/6؛ الذي أقيم في متحف بيرم للفن المعاصر، وقدّم أشهر فناني البلاد، بما فيهم ألماغول مينليباييفا، وإلينا وفيكتور فوروبييف، وسعيد أتابيكوف، وإربوسين ميلديبيكوف، وأوكسانا شاتالوفا، وغاليم مادانوف، وزوريش تيريكباي، وأليكساندر أوغاي، بالإضافة إلى ذلك فقد عرضت أعمال أتابيكوف، وميلديبيكوف في (لينغوا فرانكا) 11/1-10/19؛ المقتطع من جناح آسيا الوسطى في بينالي البندقية 2011، وذلك في متحف غابار إيتييف الوطني للفنون الجميلة في مدينة بيشكك.
وفي آسيا عرض عمل (اركب بحر قزوين) 2011؛ بتوقيع كل من مينليباييفا، والفنان الإيراني باهار بهباهاني في بينالي سيدني الـ 18 (9/16-6/27)، مستكشفين عبره العلاقة الراهنة بين الثقافتين الكازاخية والإيرانية.
مينليباييفا شاركت كذلك في عروض جماعية في سنغافورة بعنوان (الشرق غرب: 3 نساء فنانات) 2/15-1/14؛ وذلك في كلية لا سال للفنون، إلى جانب مشاركتها في (سُدس الأرض: علم بيئة الصورة) 3/6-1/28؛ الذي احتضنه متحف الفن المعاصر في قشتالة وليون في إسبانيا، أما إربوسين ميلديبيكوف فقد كان جزءاً من بينالي غوانغ جو بعنوان (الطاولة المستديرة) 11/11-9/7؛ بسلسلة صوره ومنحوتاته (غولجاتاي: الموضة الأفغانية ومواسم هندوكوش) 2012، مبرزاً فيها كيف أن أزياء النساء الأفغانيات تعكس التغيرات السياسية والاجتماعية.
كان للفنانين الكازاخيين حضور جيد في أوروبا، إذ شاركت مينليباييفا إلى جانب الثنائي الزوجين إلينا وفيكتور فوروبييف في أول بينالي دولي في كييف (6/31-5/24) بتنظيم من ديفيد إليوت.
وفي وقت سابق من هذا العام نظم متحف إمبورتي للفن المعاصر في ميلان احتفالية لأعمال سعيد أتابيكوف بعنوان (حلم جنكيز خان)2/18-11/12/15.
وترقبا لعام 2013، وفيما يتوقع بقاء المشهد الفني المحلي هادئاً، فإن الفنانين الكازاخيين سيواصلون البحث عن فرصهم في الخارج، حيث سيقوم الثنائي الشاب إياتغالي توليوبيك من كازاخستان وتياغو بوم من البرتغال بتنظيم جناح آسيا الوسطى في بينالي البندقية 2013 تحت عنوان (شتاء) في إشارة إلى قصيدة للشاعر الكازاخي آباي.