بابوا غينيا الجديدة

أكثر شعوب الجزر ازدحاماً بالسكان في ميلانيزيا وأكثرها تنوعاً هي بابوا غينيا الجديدة، حيث توجد أكثر من 800 لغة، و1000 جماعة إثنية، ورغم نمو الاقتصاد الحالي القوي- مدفوعاً باستتثمار الموارد؛ فإن معدل التنمية البشرية منخفض بسبب الفساد، وفقر الحكومة، والنمو السكاني السريع، وعدم المساواة بين الجنسين، والعنف. إذ هناك 80% من السكان يقيمون في مناطق ريفية غير متطورة.

البنى التحتية ودعم الفنون البصرية ضعيفان للغاية، معظم الفنانين يعتمدون على أنفسهم، والمتحف الوطني وصالة العرض في العاصمة الميناء موريسبي يحتضنان 55 ألف تحفة أنثروبولوجية وأثرية، و7 آلاف عمل معاصر. خريج جامعة كامبريدج أندرو ماوتو يدير المتحف الذي تلقى هدية هي عبارة عن مجموعة خاصة تضم أكثر من 300 منحوتة وتحفة فنية، قدّمها جامع الأعمال الفنية والمقيّم السابق في المتحف الوطني في بابوا غينيا الجديدة غابرييل كيليني.

جامعة بابوا غينيا الجديدة في ميناء موريسبي، وجامعة غوروكا في المرتفعات الشرقية التي يرأسها فنان الأدائي والأكاديمي مايكل ميل؛ هما المصدران الرئيسان لتقديم التعليم العالي للفن.

ضمّ المهرجان الـ11 (لوك سيف آرت شو) في فندق كراون بميناء موريسبي 194 عملاً فنياً، من بينها رسوم ولوحات ومنحوتات وأشعار، ولأول عام يضم صوراً فوتوغرافية قدمها أكثر من 54 فناناً، وقد قدمت جائزة (ناسفاند بيست إن شو) للفنان يوهانس غيلاك عن منحوتته الخشبية (عائلة في مواجهة العاصفة)/ 2013.

“آرت سترت” هي الصالة الفنية التجارية الوحيدة في البلاد، وهي موجودة في العاصمة، أماندا أدامز مؤسسة لوك سيف هي التي تديرها، وقد تضمنت المعارض هذا العام معرضاً فردياً للفنانة البارزة غازيللاه التي تميزت بتجليات ترابية لجسد المرأة، أما معرض (مشروع ميتينجر: عالم واحد ورؤيتان) فقد ضم عرضاً فنياً في ميناء موريسبي مع صور واقعية لجماعات محلية للفنان جيفري فيجر، والفنانة الأميريكي الراحلة كارولاين ميتينجر التي قدمت دراسات إثنولوجية من خلال سفرها في بابوا غينيا الجديدة في عشرينيات القرن الماضي.

في القطاع غير الربحي – صالة عرض بابا غينيا الجديدة – الذي أسسه الفنان دانيل واسواس مدير معهد الفنون والاتصالات لبابا غينيا الجديدة بهدف تطوير المواهب الواعدة من شباب السكان الأصليين، وتأمين الإقامة لهم، وصفوف لدراسة الفن.

في أوستراليا ضم المعرض الجماعي (المحرّم) في متحف الفن المعاصر بسيدني فيديو (هاوس مان) للفنان إيرك بريدجمان من بابا غينيا الجديدة المقيم في مدينة بريزبن عاصمة ولاية كوينزلاند في أستراليا، وفي هذا العمل يستطلع الفنان بيت الرجل التقليدي الذي تستخدمه القرى كمقر لتسيير أمورها، كما عرضت أعمال بريدجمان في سيدني بمركز كمبل تاون للفنون ضمن العرض الجماعي (نحو شمس الصباح). 

جاء مهرجان فنون المحيط الهادي المعاصرة الافتتاحي الذي أقيم في ميلبورن؛ جاء بالتعاون بين فناني بيغ آيلاند المؤسسة حديثاً، ومركز فوتسكري كوميونيتي آرت سنتر مع معرض ميليبوني باسيفيكا، وقد عرض لوحات وصور وحياكة وأعمال سيراميك وفن رقمي، ومن ضمنها أعمال فنان الشتات تالوئي هافيني، وفيديو الفنانة ليسا هيللي الذي يسبر موضوعات الهوية عبر الثقافات.

فنان الأداء والرسام جيفري فيجر شارك في مهرجان المسرح الموسيقي في نيويورك بإبداع لوحة أمام جمهور حي بعنوان (ريشة)، وكان العرض المتعدد وسائط السرد عن الحب والتضحية.

في كندا قدم متحف الأنثروبولوجيا لجامعة كولومبيا البريطانية (الفردوس المفقود؟)، وكان من المشاركين الرسام باكس جاكوبا من بابوا غينيا الجديدة، والنحات ميكايل تيمبين، وفنان الحفر على المعدن توم ديكو، والنساجتان كاثي كاتا وبيبي بيوس اللتان تعيدان إنتاج هويتيهما خارج دائرة الاستعمار والعرقية.

وقد أعلنت منظمة باسيفيك آيلاند سوسيتي التي بدأت في واشنطن ولندن؛ أن الفنان فيجر هو واحد من بين 5 فنانين تم اختيارهم لعام 2013 لبرنامج الجيل الثاني من فناني المحيط الهادي الهادف لدعم الشباب الموهبين.