قطر

قطر هي الشاري الأكبر في العالم في سوق الفن على أساس القيمة النقدية؛ وقطر إمارة خليجية رسخت حضورها على خارطة الثقافة العالمية بافتتاحها متحف الفن الإسلامي عام 2008 الذي صممه المهندس المعماري العالمي الشهرة آي إم بي، وإقامتها مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي عام 2009، وإنشائها المتحف العربي للفن الحديث عام 2010. (تنازل الأمير الذي حكم قطر منذ 1995 لابنه الأكبر ابن الـ33 عاماً عن الحكم عام 2013).

شقيقة الأمير الجديد الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني هي المديرة المسؤولة عن هيئة متاحف قطر، وتحت تصرفها أكبر ميزانية في العالم. تشرف هيئة المتاحف على بناء المتاحف واقتناء الأعمال الفنية، بينما  يشرف المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث على مسار المشروعات الثقافية.

في حزيران أعلن المتحف العربي للفن الحديث (متحف) عن مدير جديد هو القيّم الفرنسي ذو الأصل المغربي عبدالله كرّوم، وأقيم أول معرض تحت إدارته معرضاً فردياً مثيراً للجدل للفنان المفاهيمي الجزائري عادل عبدالصمد تحت عنوان (العصر الذهبي)، وفيه جمع الفنان أعمالاً جديدة، وخاصة تلك التي تتناول موضوعات المنفى والعنف، مع بعض الأعمال التي تثير غضباً عارماً، ما اضطر هيئة قطر للمتاحف لإزالة تمثال عبدالصمد البالغ طوله 5 أمتار على قاعدة من مترين من موقعه على الكورنيش بعد اعتراضات شديدة من المتدينين المحافظين.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر افتتح (متحف) مبادرة (بروجيكت سبيس) مع فنان التركيب الصوتي المصري مجدي مصطفى وعمله (العنصر الصوتي).

يوجد في متحف الفن الإسلامي الذي يقع على شاطئ البحر ثروات ثقافية من كل أنحاء العالم الإسلامي، وقد استضاف المتحف بالتعاون مع المتحف البريطاني معرض (حج: رحلة عبر الفن)، حيث تمت دراسة الحج الإسلامي من خلال الأعمال التاريخية والمعاصرة، ومن ضمن ذلك الأعمال التصويرية للفنان السعودي أحمد ماطر المعروفة على نطاق واسع (ماغنيتزم)/ 2012. 

كما استضاف متحف الفن الإسلامي في قاعة الرواق في الطابق الأرضي معرض الفنان داميان هيرست (رُفات)، وهو أول معرض فردي له في الشرق الأوسط، حيث تم عرض سيرة داميان الفنية خلال 25 عاماً، وشمل المعرض أعمالاً تمثل كل مراحل تجربة الفنان، وُزينت بقطع ملونة بألوان فاقعة.

جاء المعرض في سياق الشراكة بين قطر وبريطانيا خلال عام 2013 احتفالاً بالروابط الثقافية والاقتصادية بين الدولتين، وقد كشف هيرتس النقاب عن فن شعبي غير متوقع في تشرين الأول/ أكتوبر، فسلسلة (الرحلة العجيبة) المكونة من 14 تمثالاً برونزياً ضخماً تعرض على نحو متسلسل تاريخ الجنين من الحمل إلى الولادة، وقد نصبت بشكل مناسب قرب المستشفيات النسائية، والمراكز الصحية للأطفال.

وفي صالة عرض في الحي الثقافي “كتارا” الواقع على شاطئ البحر؛ افتتحت هيئة المتاحف القطرية معرض الفنان فرانسيسكو فيزولي (النساء الباكيات)، ويضم لوحات مميزة تجسّد شخصيات نسائية تاريخية مطرزة بالدموع، وسلسلة أعمال فنية جديدة عن أسطورة الغناء المصرية أم كلثوم.

في أيار/ أغسطس أعلنت هيئة متاحف قطر ومؤسسة فوندازين براردا الإيطالية الراعية للفن عن إطلاق المسابقة العالمية (كن أمين معرض) المخصصة لاكتشاف مواهب في إدارة المعارض، كما عينت الهيئة الشيخة آمنة بنت عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني مديرة لمتحف قطر الوطني الذي صممه جين نوفيل، وسيتم إكماله في كانون الأول/ ديسمبر 2014.

في تقلبات المقاربة البيروقراطية تعتبر قطر مكاناً صعباً لإقامة نشاطات خارج الدوائر الرسمية، إلا أنه هناك محاولة واحدة استثنائية تحت إدارة القيّمة على المتاحف ميساء فتّوح، حيث قدم مركز كتارا أعمال الفنان الكندي العراقي الأصل محمد عُبيدي الذي تمثل موضوعاته ذات الكوميديا السوداء التي استوحاها من تأملاته عن الحرب والعنف، ثم جاء بعده معرض المصور السوري جابر العظمة (آثار) ذو الطابع الشعري، والذي يضم أعمالاً تصور كل ما هو قديم ومهمل.

مع بداية عام 2014 سيستضيف “متحف” معرض (اضطراب) الذي يركز على التنوع في أعمال الفنانة منى حاطوم خلال الأعوام الـ30 الماضية، حيث سيفتتح في منتصف شهر شباط/ فبراير، ومع اقتراب الانتهاء من العمل في مطار حمد الدوحة العالمي عام 2014؛ فإن هناك الكثير من التخمينات، إذ لا توجد معلومات حول 14 عملاً فنياً حاضراً لدى هيئة متاحف قطر وإن كانت ستعرض هناك.