رغم تاريخها الفني الغني إلا أن أوزبكستان تناضل لتتحرر من ميراث ماضيها من المرحلة السوفييتية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وقد عانى المشهد الفني من هزة كبيرة في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر عندما أعلنت جولنارا كريموفا ابنة الرئيس إسلام كريموف، ورئيسة هيئة التمويل الرئيسة للفنون منتدى الثقافة والفن للمؤسسة الأوزبكستانية “منتدى التمويل”؛ أن النشاطات الفنية ستتوقف مؤقتاً، فاعتبر كثيرون أن السبب هو اللغط السياسي المحيط بالوريث الرئاسي لكريموف، حيث أن ابنته كريموفا مرشحة رئيسة للانتخابات الرئاسية بعد والدها.
منذ تأسيسه عام 2004 نظم منتدى التمويل بينالي طشقند، وهو النشاط الفني المعاصر الوحيد في البلاد والمعارض التي وافقت عليها الحكومة، فتحت حكم كريموف تعرضت هذه النشاطات لرقابة صارمة، مقتصرة على العاصمة طشقند فقط، وفي عام 2013 أقيم بينالي طشقند السابع في 6 أمكنة تحت عنوان رئيس هو (ثقافات مختلفة: عالم واحد)، وقد شمل نصب فيديو بشكل قبة للفنان الروسي علي خان (ثلاثية فن العمارة، الموسيقى، الرقص)/ 2013. وعرض صوراً رسمية للحياة اليومية في أوزبكستان، ونصباً كبيراً للفنان الياباني نوريكو ياماموتو يسبر موضوعات عادية، وكلاهما عرضا في قصر فن الشباب، إضافة إلى معرض الفن المعاصر من منطقة كاراكالباكيا في متحف الدولة للفنون في أوزبكستان، فيما استضافت صالة تشورسو معرض الفنانين المحليين من المدينة التاريخية سمرقند.
أغلبية المؤسسات بقيت سوفييتية ببنيتها ومحتوياتها، فمتحف الدولة للفنون في أوزبكستان في طشقند يحتفظ بواحدة من أكبر المجموعات الفنية في آسيا الوسطى، مع أعمال فنية وتطبيقية غربية ومحلية، فيما استمرت صالة أوزبكستان للفنون الجميلة التي افتتحت عام 2004؛ بممارسة نشاطها، ويوجد في المدينة الغربية نوكوس في متحف ولاية كاراكالباكستا للفن مجموعة هامة للفنانين الطليعيين الروس، وبعد إغلاق جزئي طويل الأمد تبين أن 17 مليون دولار أمريكي خصصت لإنشاء مبنيين جديدين.
توجد في أوزبكستان بطشقند صالتان تجاريتان فقط، فن + حقيقة، وصالة غرانارت، وكلتاهما تعرضان برامج حذرة، فأماكن الفن المستقلة نادرة، باستثناء مسرح إلخوم الحائز على جائزة الأمير كلاوس عام 2011، والذي استضاف مختبر الفن العالمي عام 2013، بما في ذلك أعمال فنان الشارع النيويوركي غابرييل ريس، وذلك بالتزامن مع معرض (انتعش) للرقص الحر، والتصوير الفوتوغرافي، والعروض المسرحية المستوحاة من موضوعات الحياة في المدينة، ومن المنابر المستقلة هناك مهرجان الأفلام والفيديو (فيديو آرت – أوز) بإدارة المخرج الجريء أوليغ كاربوف.
عام 2013 قدم كاربوف (كيف قضيت الصيف الماضي)، وهو عبارة عن مجموعة مكونة من 15 فيلماً تسبر موضوعات حقوق الإنسان، وقد عرضت في مسارح أفلام خاصة لتجنب الرقابة، إذ تبقى الرقابة الحكومية معيقة للفنانين، فيقال إن الكاتب والفنان فياتشيسلاف أخونوف لم يمنح تأشيرة خروج لحضور بينالي البندقية الـ55 في حزيران/ يونيو بسبب وجهات نظره السياسية.
في معارض سوذبيز في لندن – أقدم دور المزاد في العالم – تم عرض (على مفترق طرق: فن معاصر من القوقاز وآسيا الوسطى)، وكذلك في بينالي البندقية الـ55 في قسم آسيا الوسطى، جنباً إلى جنب مع المخرج الأوزبكي ساؤدات إسماعيلوف.
وعلى الرغم من ضبابية الأجواء المحيطة بالفنانين داخل البلاد؛ فإنه من المأمول أن تؤسس أوزبكستان مشروعات فنية عالمية، ومن المخطط له عرض بعض الأعمال من المجموعة الحكومية في متحف الفن الإسلامي بالدوحة عام 2014، ومتحف الدراسات الشرقية عام 2015، كما توجد خطط أيضاً لتأمين جناح خاص لأوزبكستان رسمياً في بينالي البندقية الـ56 عام 2015.