FX Harsono

عام 1972 بشّر دوكيومنتا 5 باحتضان الفن المفاهيمي في أوروبا، وتقريباً في ذات الوقت جيل من الفنانين في أندونيسيا الذين يعيشون ضمن ظروف اجتماعية مضطربة من دون أي اتصال مع الطليعيين الأوروبيين على الجانب الآخر من العالم؛ استخدموا وسائط مهجورة من التجريد والتعبيرية للرد على الأحداث السياسية المعاصرة، ومن بينهم إف. إكس. هارسونو الذي كان مضطرباً للغاية بسبب الحملات المناهضة للصينيين، وحملات القمع ضد الاحتجاجات الطلابية، فوقّع عام 1974 إلى جانب 12 طالباً ما أطلقوا عليه اسم بيان ديسمبر الأسود، الذي ينص على أن مسؤولية الفنان هي (أن يقدم اتجاهاً روحياً يقوم على القيم الإنسانية، ويكون موجهاً نحو الحقائق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية). وحتى التسعينيات لم يكن مسموحاً للفنانين الأندونيسيين السفر إلى الخارج ليعرضوا ما اكتسبوه من خبرةٍ لعالم الفن المعاصر، إلى حانب الاعتراف المتأخر من سكان أندونيسيا بطليعية الفن الفريد.

 في التسعينيات تصدى هارسونو للقيود الاجتماعية المفروضة من مجلس سوهارتو العسكري، وذلك من خلال عرض أدائه (قربان- ضحايا الحريق)/ 1998؛ في بيت سيميتي للفن في يوجياكارتا، إثر مجزرة راح ضحيتها أكثر من 1100 شخص في حوادث شغب ضد الصينيين، وفي الألفين شرع بعمل (حج)، وهو مشروع بحث واسع النطاق في مقابر المجزرة الجماعية التي ارتكبت بين 1947- 1948 بحق الأقلية الصينية المضطهدة منذ فترة طويلة في أندونيسيا، والذي هو أحد أبنائها. 

تستكشف أحدث تركيباته النحتية التاريخ المحفوف بالمخاطر للصينيين – الأندونوسيين، فيما يركز على أعمال جديدة في (ماذا لدينا هنا لننظر إليه كحقيقة، ونجده يوماً ما كجمال). في متحف غوجيا الوطني حاز هارسونو عامي 2013 و2014 على تقدير وجائزة مؤسسة الأمير كلاوس، وفيما يتعلق بعام 2015 فإنه يخطط للاستمرار في بحثه (حج)، وبمشاريع كتابية أخرى.