P
R
E
V
N
E
X
T

BAKH BAKH, 1985/2015, acrylic and fabric on canvas, 90 × 90 × 12 cm. Courtesy Estate of Hassan Sharif and Gallery Isabelle van den Eynde, Dubai. 

متمردون مع أسباب

Also available in:  Chinese  English

لم يستطع أحداً تحديد توقعاتنا عندما تولى دونالد ترامب المنصب الأكثر قوة في الولايات المتحدة، وحتى المراقبين شككوا بتمسك الرئيس الأميركي ببرنامج الانتخابات القائم على الخوف والتعصب، وأوصله إلى البيت الأبيض. لكن رد الفعل في كل أنحاء العالم – وأعني مظاهرات النساء في جميع أنحاء الولايات المتحدة في 21 كانون الثاني/ يناير، ورفض حكومات “بعيدة” مثل انتقاد أندونيسيا حظره مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة – دليل على وجود مقاومة ملتزمة لأجندة ترامب المتطرفة. وحيث السياسيون والمواطنون العاديون أظهروا معارضة سلمية ضد التهديد المتصاعد للانعزالية المتطرفة القومية. 

في عدد آذار / نيسان من مجلة آرت آسيا باسيفيك؛ يهتم المحررون بالأشكال الفنية للمقاومة غير العنفية للتقليدية، والانحدار السياسي، والتعصب الاجتماعي. 

نبدأ بمقالة (ميزة) لهذا العدد عن الفنان الإماراتي الراحل حسن شريف (1951 – 2016). في هذه المقالة يستعيد محرر مكتبنا في الإمارات كيفين جونز أدوار شريف كفنان ومربٍّ شجع على التجريب، وتحدى العادات الاجتماعية كفنان مفاهيمي رائد في أمة فتية. قبل وقت طويل من معارض مثل بينالي الشارقة وآرت دبي؛ أربك الجمهور بأعمال مثل لوحات غطى نصفها الأسفل بقماش، ودعا الجمهور لإزاحة الغطاء كما لو أنهم يكشفون عن شيء محرم. كان ذلك لفتة راديكالية في وقت يسود فيه رسم مناظر الصحراء. يوضح جونز الإستراتيجيات التي وظفها شريف في الإمارات المحافِظة خلال الثمانينيات: (قدم شريف في سعيه نحو تطوير وتدريب الجمهور منهجاً بشقين: (الاستفزاز والدعم)، وبعيداً عن الاستفزاز من أجل الاستفزاز؛ فإن تلك العروض كانت محاولة جادة لإثارة الحوار). 

كذلك في لاهور ألهمت لالا روخ جيلاً من الفنانين بأعمالها متعددة التخصصات، إذ جمعت بين العمل الفني في مرسمها والتعليم في الجامعة الوطنية للفنون ونشاطها في الدفاع عن حقوق النساء في باكستان. محررة المجلة المساهمة جيوتي دار تتأمل في ما يزيد عن 40 عاماً من سيرتها الفنية، بدءاً من دورها الفعال في منظمة منتدى المرأة لتعزيز حق المساواة في جنوب آسيا وفي بلدان بعيدة مثل كينيا، وتوضح كيف يتقاطع نشاط الفنانة في مجال حقوق المرأة مع أعمالها الفنية التبسيطية التي تستخدم فيها شرائط تخطيط القلب مع رسائل بخط اليد وعلامات موسيقية وطنية، وتتساءل عما يمكن أن يستكشفه عمل روخ الجديد عندما يُكشف النقاب عنه في دوكيومينتا في حزيران/ يونيو القادم. 

من هونغ كونغ؛ يجلس محرر المراجعات برادي إنغ مع الفنان الشاب المختص بوسائط الاتصال المتعدد كينغسلي إنغ لمناقشة مشروعه الحالي (أقدم 25 دقيقة)/ 2016 – 2017؛ الذي يحتوي على أحد أقدم وسائل النقل العام: الترام. 

داخل عربة متحركة يعرض إنغ على جدران الترام صوراً حية للحياة في الشارع، ونصوصاً قصيرة من رواية (رأس الذيل) للكاتب ليو يشانغ الصادرة عام 1972. وقد ظهر هذا العمل التفاعلي لأول مرة في مهرجان (اهتزازات الإنسان) في أيار/ يونيو الماضي، وستتم إعادة عرضه في معرض آرت بازل الخامس في هونغ كونغ خلال آذار / مارس الجاري. يناقش إنغ الأفكار الكامنة خلف هذا العمل الهادئ الطموح. ولأولئك الذين سيحضرون آرت بازل هونغ كونغ – عندما يخرجون من مركز المؤتمرات الذي يستضيف آرت بازل – سيجدون فيها مناطق تختلف عن بعضها إلى حد بعيد.

باب (ملامح) نختتمه بدراسة باحث الفن المستقل جيوسي دانييلي للفنان المفاهيمي هو سيو كي من هونغ كونغ في عمودنا الخاص (من مجموعة برغر) الموجودة في مركز أعمال هوشي منه منذ التسعينيات، حيث الفرد والإدراك وتحرير الذات.

في الختام؛ العديد من معارض الفن في آذار/ مارس، فإن باب (لمحات) يسلط الضوء على نشاط 6 رعاة للفن في المنطقة، وهم: المقيم في مانيلا والمدير السابق للهيئة الوطنية للثقافة والفنون جيمي سي. لايا، جيني وانغ رئيس مؤسسة فوسون آخر مراكز الفن غير الربحية في شنغهاي، كلينتون إنغ من سيدني الذي أعار أو تبرع بأعمال من مجموعته للمؤسسات العامة في أستراليا، آغا أوغور المقيم في إستانبول الرئيس التنفيذي لشركة بوروسان القابضة التي تقتني وتساعد في تنفيذ المشاريع الفنية، والجامعان اللذان يتوقع لهما النجاح والمقيمان في هونغ كونغ إيفان تشاو وجين غون كيم.    

في باب (مقالات) تعالج المحررة المساهمة إنغريد دوديك موضوع التزوير والتوثيق في عالم الفن، وقد كتبت في تعليقها: (إن ارتفاع الأسعار في الفن؛ دفعت نحو الاستثمار في مجال التدابير الأمنية والتحقق من كون الأعمال أصلية سواء عبر قاعدة بيانات وبطاقات الفنانين أو مرفق للعمل الفني يوثق المصدر والأصل).

في مكان آخر، في باب (بين السطور) المحامي السنغافوري ريان سو؛ يدعو إلى وضع معايير لحماية “وسطاء” بيع الأعمال الفنية، تضمن حصولهم على نصيبهم من الإيرادات العالية من عالم الفن. وفي باب (محور) يوضح أكثر الراعين طموحاً في هونغ كونغ أدريان تشينغ “العقل المدبر لمؤسسة K11” واقع رعاية الفنون في القرن الـ21، فكتب: (يجب أن يعزز الرعاة الحرية الفنية، ويقاوموا رغبة إملاء الأوامر أو وضع شروط لكيفية إبداع العمل الفني). وفي باب (وجه لوجه) يتأمل لانتيان شييه في رواية الكاتب المقيم في أبوظبي ديباك أونيكريشنان بطبعتها الأولى (أناس معاصرون)، وهي استكشاف لحياة العمال الأجانب المتجولين في الإمارات. وفي باب (مراجعات) دومينيك زينامبان الحائزة على جائزة إتينو للفن بوريتا كالاو ليديسما للنقد الفني عام 2016، تراجع كتاب (لا حفلة بدون فوضى: 28 فنانا من مانيلا). 

وفي الختام في باب (حيث أعمل) زارت المجلة استوديو إلسان، لفنان “تانسيخوا” ها تشونغ هيون، الذي تشهد أعماله من سبعينيات القرن الماضي – أحد أصعب الفترات السياسية في كوريا الجنوبية – على أشكال مختلفة للمقاومة اللاعنفية لمجموعات تجريبية تحدّت الخطاب القومي المهيمن آنذاك. 

العديد من الفنانين الذين يشملهم هذا العدد؛ يذكروننا بكلمات المهاتما غاندي: (هناك قضايا كثيرة أنا مستعد للموت من أجلها، لكن ليست هناك قضية أنا مستعد للقتل من أجلها).  

To read more of ArtAsiaPacific’s articles, visit our Digital Library.