P
R
E
V
N
E
X
T

KUNIÉ SUGIURANamu (2), 1994, unique toned gelatin silver print,
102 × 77 cm. Copyright Kunié Sugiura, courtesy Leslie Tonkonow
Artworks + Projects, New York.

تمهّل.. انظر قريباً

Also available in:  Chinese  English

حين تقلّ زحمة تقويم الفن شمال خط الاستواء؛ فإن عدد تموز /آب من مجلة آرت آسيا باسيفيك يسلط الضوء على الفنانين الذين التقطوا بمنهجية الجوانب الأكثر دقة للزمان والمكان، والتي تشكل الذاكرة الفردية والجماعية. وقد بدأنا بتغطية باب (ملامح)  بالمصورة المفاهيمية كوني سوجيورا، حيث يأخذنا محرر المجلة إتش جي ماسترز عبر سيرة سوجيورا المهنية التي بدأت أوائل الستينيات، حيث غادرت اليابان إلى الولايات المتحدة، وبعد دراستها في معهد شيكاغو للفنون انتقلت إلى نيويورك، وبدأت في كل يوم من أيام حياتها بتصوير الحياة اليومية، أي الشوارع والأبنية والحدائق والحيوانات الأليفة والأصدقاء الذين يحيطون بها، على الرغم من أنّ العديد من التفاصيل الأساسية غير قابلة للتحديد. فجمعت تلك الصور باستخدام تقنيات النحت والرسم، مثل طباعة صورها على القماش، أو تجاور الكانفس أحادي اللون بصورها الفوتوغرافية. 

في مرسمها الكائن في الحي الصيني في نيويورك، قالت سوجيورا التي تستهويها جوانب الحياة الأسرع زوالاً لماسترز: (أعتقد أن أعمالي تتحدى التعريف كثيراً لأني جئت من المجتمع الياباني، حيث تتعرض النسوة إلى ضغط كبير كي يتصرفن بطريقة معينة، وهذا هنا حقاً غير هام… فقد شعرت أن باستطاعتي فعل ما أريد فعله، ولا أحد يكترث، وبالتالي شعرت أني أكثر حرية).   

الفنانة رانا بيغوم المقيمة في لندن تجد الإلهام كذلك والعبور في البيئة المدنية. في مرسمها تحدث معها محرر المجلة في مكتب لندن نيد كارتر مايلس عن لوحاتها ذات الألوان الخاصة الحيوية ومنحوتاتها وتركيباتها العامة. ومع أنّ الفنانة تحاكي اللحظات العابرة في المدينة؛ إلا أنّها في معظم أعمالها أيضاً تستحضر ذكريات من طفولتها في بنغلاديش، وذكريات الضوء والشكل واللون التي تشير إلى استحضار أيام شبابها، ويعلق مايلس قائلاً: (برؤية شاملة؛ وبدل تطوير لغةٍ فنية لتحدد تاريخ أي فرد وهويته؛ فإن بيغوم تنقل نوعاً من الخبرة المشتركة).

في غوانغيتشو؛جلس يونغ ما القيّم في مركز بومبيدو للفن المعاصر مع فنان الفيديو تشاو تاو، لمناقشة أعماله التأملية المحيرة. للوهلة الأولى النظرة الأولى ظهرت أحدث أعمال الفنان البالغ من العمر 41 عاماً – بما فيها (الكهف العالمي)/ 2017؛ الذي سيعرض للمرة الأولى في بينالي البندقية هذا العام – كتوثيق للحياة العادية التي صوّرها  تشاو خلال عدة إقامات فنية عالمية أو معارض أقيمت في جميع أنحاء العالم من أريزونا إلى بانكوك وفي أمكنة مختلفة من الصين. بعدئذ قطّع اللقطات ليخلق جواً سلساً مألوفاً، وغيبياً ينصرف إلى الأغراض الفكرية والخيالية، حيث تم محو كل الخصائص المميزة. وقد قارن تشاو بين تسويته تلك برسم الحبر الصيني التقليدي. 

في هذا الشكل الفني المحدِّد للماضي يتم تجريد المناظر من الشكل المادي الملموس لإعادة تصورها بهيئة صور ظلية وانطباعات. 

تلك النقاط من الدراسة إلى جانب مشاهدة تشاو للتمدن السريع في محيط غوانغيتشو أثرت بلا أدنى شك على فنه).

أيضاً في باب (سمات) داخل مجموعة برغر؛ عيسى كوزمنت يقابل الفنان المفاهيمي البلجيكي كريس مارتن الذي يصنع تعديلات صعبة التحديد للأشياء، ليستكشف من خلالها قضايا كونية للحالة البشرية. 

فكرة الزمن هي التحدي الذي يواجهه مارتن بصورة خاصة. في عمله (مزهرية)/ 2005 – على سبيل المثال – حطم الفنان كمية ضخمة من أواني الخزف الصيني، وكان يعيد تجميع القطع مع بعضها في كل مرة يتم عرض العمل، للدلالة على دورةٍ لا نهائية من التدمير والتجديد. وكما يقول: (إنه البعد الأكثر إشكالاً من كل الأبعاد. ففي الفن البصري الزمن متجمد دائماً ، والتحدي هو كشف فكرة الزمن عندما تصنع صورة).  

في باب (مقالات) يتأمل محرر المجلة المساهم أنتوني دابيران في مصير هونغ كونغ التي تحتفل بالذكرى الـ20 لتسليمها من البريطانيين إلى الصينيين، ويناقش مقالة مؤثرة نشرت عام 1997 للأكاديمي أكبر عباس عنوانها (هونغ كونغ: الثقافة واختفاء السياسة). وقال دابيران إن العقدين الأخيرين بما فيهما من نقاشات وأعمال ركزت بصورة أساسية على الهوية والذاكرة الجمعية؛ كانا نعمة على الطبقة المبدعة في المدينة، كما عملا كمحفزَين للمحاولات الفنية.

يتضمن باب (لمحات) في هذا العدد فنان الصوت الحركي المقيم في بريسبان روس مانينغ، والنجم الفلبيني الصاعد سيان ديريت الذي يتعمق في السرد الخيالي والتاريخي لوطنه. كما نقدم إيان هوليداي نائب رئيس جامعة هونغ كونغ ومساعد نائب المستشار فيها، والذي جمع ببطء مجموعة كبيرة من أعمال الفن البورمي المعاصر، تجاوز عددها 1000 عمل. 

في باب (وجه لوجه) الفنان التبسيطي والمثقف العام رشيد آرائين – وبالإمكان مشاهدة أعماله هذا العام في دوكيومينتا 14 في كاسل وأثينا وكذلك بينالي البندقية – يعكس عبر تجربة شائقة اكتشاف عمل غير معروف للفنان البريطاني الحداثي أنتوني كارو في حديقة النحت في متحف الفن الحديث عام 1985. 

وفي باب (وجهة نظر) شيرين أتاسي مديرة مؤسسة أتاسي للفنون والثقافة في الإمارات العربية المتحدة؛ تقدم رؤية عائلتها كراعية للفن والثقافة، وتكتب من وجهة نظر سورية وغرب آسيوية: (أصبحت المؤسسة سلاحنا لمقاومة الألم والدمار الذي واجهته بلدنا، وبتأسيسها لم نعد سلبيين، بل صرنا مبادرين نشطين للحفاظ على الذاكرة الجمعية للإنتاج الفني في سوريا).   

في باب (حيث أعمل) تتوجه مديرة التحرير إلى منطقة نو تيريتوري في هونغ كونغ لزيارة مرسم فيرينز لاي، وذلك عشية إرسال لوحاتها الكئيبة الحالمة إلى الجناح المركزي في البندقية في جيارديني. 

مجموعة متنوعة من الكراسي كانت مبعثرة في مرسمها، بعضها مخصص للجلوس باستقامة، وأخرى للاستلقاء بطريقة مريحة. تقول لاي: (لا أرسم أرقاماً. أحاول تصوير كيفية تكيّف الناس مع بيئتهم، وكيف تشكلهم تلك البيئة عقلياً ونفسياً). ومثل أعمال فنانين آخرين تظهر في هذا العدد؛ تضيف لاي صورة لأناس مجهولين مجردين من تفاصيل تكشف هويتهم، وبدل ذلك نرى من خلال الفنانين أن هذه الفروق الدقيقة في البيئة المحيطة بنا هي التي تساعدنا على فهم مكاننا في هذا العالم.

SUBSCRIBE NOW to receive ArtAsiaPacific’s print editions, including the current issue with this article, for only USD 85 a year or USD 160 for two years.  

ORDER the print edition of the July/August 2017 issue, in which this article is printed, for USD 15.