P
R
E
V
N
E
X
T

View of Futian central business district, Shenzhen. Photo by Yida Xu.

شينزين

China
Also available in:  Chinese  English

ربما تكون شينزين المدينة الأكثر شهرة باهتمامها بالفن ولا أحد يفكر بها. فهي معروفة على نطاق واسع بسبب قرية دافين التي أنتج الفنانون المقيمون فيها في وقت واحد أكثر من نصف اللوحات الزيتية الموجودة في العالم، وجميعها – بالطبع – نسخ عن لوحات الروائع. وأكثر ما لا يتم إدراكه في هذه المدينة الشابة وجود منازل عدة أجيال هامة من الفنانين الصينيين، بمن فيهم لي كويان، وهاو لي اللذين عرضاً مؤخراً في صالة وايت كيب في لندن، ولي لياو الذي وصل إلى القائمة المختصرة لجائزة هوغو بوس للفن الآسيوي عام 2013. 

ومثلما أصبحت هونغ كونغ مركز استقطاب بسبب آرت بازل هونغ كونغ وتطورات أخرى حدثت في صناعة الفن؛ فإن جارتها شينزين مثلها تثير الاهتمام بسبب تطور السياسات الصينية التي توظف النشاطات الثقافية، من فن وتصميم وما له علاقة بالسياحة من أجل تطوير الاقتصاد، وهو ما أدى إلى توفير الحكومة المزيد من خيارات التأجير للمنظمات الفنية، وزيادة تمويل النشاطات الثقافية ذات الصلة.     

كيف يمكن لمدينة أن تتطور من لا شيء إلى كل شيء خلال بضعة عقود فقط؟ الجواب باختصار أن الاقتصاد الصيني هو ثاني أضخم اقتصاد في العالم، وربما تصبح شينزين مدينة التمثيل المالي للبلاد. ففي سياق تحضّرها خلال العقود الثلاثة الماضية ارتفع عدد سكانها إلى 12 مليون نسمة، مع ناتج محلي يقدّر بـ1.95 ترليون ليوان (287 مليار دولار أمريكي)، وحين يكون جزءاً معيناً من السكان من الطبقة المتوسطة العليا؛ فإن سوق الفن ستنمو معها. 

في بلد تهتم فيه سياسة الحكومة بالعمل الجاد؛ فإن الفن هو مجال التركيز الجديد حينما يتعلق الأمر باتجاهات النمو في شينزين. وحسب الخطة الخمسية الـ12 التي وضعها الحزب الشيوعي الصيني؛ فإن عدد المتاحف في الصين سيصل بحلول نهاية عام 2020 إلى 6000 متحف، أي ضعف العدد الذي كان عليه عام 2010 تقريباً، وتحتاج شينزين – كإحدى المدن الصينية الرائدة – إلى بنية تحتية فنية راسخة خاصة بها لمواكبة المشهد الفني المزدهر فعلاً، إذ توجد عدة بيناليات، منها بينالي شينزين- هونغ كونغ للعمران والهندسة المعمارية، وبينالي شينزين لفن الحبر، وبينالي الرسوم المتحركة المستقل. 

على خلاف غيرها من المدن المتخمة بمستويات فن عالية مثل نيويورك ولندن؛ فإن شينزين تتفوق بفضاءاتها الفنية الفاخرة ذات الأسعار المعقولة. ومن المناطق التي يمكن مشاهدتها؛ مدينة ما وراء البحار الصينية التي تغص بصالات العرض، ومن بينها مركز هايف للفن المعاصر، أحد أضخم صالات العرض في الصين، ومركز الفن المعاصر (OCT) وصاحب التاريخ الطويل في دعم الفن الصيني المعاصر. وبسبب موقع شينزين الجغرافي وسهولة الحصول على فضاءات فيها؛ فإن الفنانين والتجار ينظرون إليها كمحطة في الطريق إلى أو من هونغ كونغ. إذ توجد عدة مراكز تجارية – مثل الموجودة في المنطقة الحرة في مدينة ما وراء البحار الصينية – تطور الآن مراسم للفنانين وصالات للعرض. 

ورغم أن المؤسسات الأكاديمية الموجودة فيها أقل مما هو موجود لدى جارتها هونغ كونغ أو غوانغشو؛ فإن هذه المدن تتشارك الآن في مواردها بفضل شبكة القطارات السريعة التي تربط بينها. ومؤخراً تم إنشاء صناديق الفن في مركز أوبلازا بالتعاون بين شركة تجارية وأكاديمية غوانغشو للفنون الجميلة. إن مبادرة البرامج الشهرية في مركز التسوق لا تعرض الأعمال الفنية فقط ضمن مكعبات موزعة في المركز؛ إنما أيضاً في مساحة على السطح مخصصة لتنظيم المعارض، وبالإضافة إلى ذلك؛ فإن الافتتاح القادم لجماعة التصميم – فرع فكتوريا في لندن ومتحف ألبرت – سيضيف بالتأكيد إلى التاريخ الغني للهندسة المعمارية والتصميم في شينزين التي تعرف بالفعل كعاصمة للتصميم في الصين. 

وأخيراً وليس آخراً؛ توجد أيضاً منظمات غير ربحية تدعم الفن المعاصر من خلال رعاية عدد من برامج تعليم الفن، مثل مؤسسة فرانك إف. يانغ للفنون والتعليم، والتي استضافت – على سبيل المثال – عام 2016 محاضرات عن روبرت راوشنبرغ المستوحاة من معرض راوشنبرغ الذي أقيم ذات العام في بيجين في مركز أولينز للفن المعاصر، حيث فرانك يانغ عضو في مجلس إدارته، كما قدمت المؤسسة برنامجاً مستقلاً للإدارة، وعدة معارض نقدية لاذعة، من بينها (كل ما تريد معرفته عن المؤسسة التعليمية) الذي نظمه القيّم المستقل بيلجانا سيريك. وقد تساءل المعرض عن كيفية تحدي البيئات المادية لطبيعة العمل الفني، مقدماً قائمة قوية من الفنانين العالميين مثل لي كيت، لي لياو، دان فو، ليام جيليك، تريسي إيمين، ويانغ شينغوانغ.

مع الاهتمام المتزايد بالفن المعاصر – كما لم يحدث من قبل – تطورت شينزين بسرعة لتسهيل عمل القطاع الخاص والقطاع غير الربحي والبيئات التجارية، كما الأمر بالنسبة للمتاحف المعاصرة في معرض شينزين للفن العالمي. فمن يعرف ما الذي سيحدث خلال 30 سنة قادمة؟ أمر واحد مؤكد أنه سيكون هناك المزيد من الفن.  

SUBSCRIBE NOW to receive ArtAsiaPacific’s print editions, including the current issue with this article, for only USD 85 a year or USD 160 for two years.  


ORDER the print edition of the September/October 2017 issue, in which this article is printed, for USD 15.