P
R
E
V
N
E
X
T

NYOMAN MASRIADI sketching at his studio in Yogyakarta, Indonesia, in 2008. Courtesy Gajah Gallery, Singapore.

NYOMAN MASRIADI, The Man From Bantul (The Final Round), 2000, mixed media on canvas, 250 × 435 cm. Courtesy Sotheby’s Hong Kong.

التحضير لصفعة

نيومان ماسريادي

Indonesia
Also available in:  Chinese  English

والثلاثين عاماً والمقيم في “يوغيكارتا” ـ أشكالاً بشرية ضخمة تجسّد تأملاته الظريفة في مواضيع تتراوح بين اللقاءات الشخصية وسلوك مقتني الفنون، متأثراً بالرسوم المتحركة اليابانية، وبألعاب الفيديو، وبالقصص المصورة، وقد نجح عمله بفرض نفسه في مزادات الفنون، ففي تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2008 قام معرض “سوذيبي” في هونغ كونغ ببيع لوحته (الرجل الذي من بانتول/ الجولة الأخيرة)/2000، التي تصوّر ثلاثة رجال مفتولي العضلات وهم يتلاكمون في ساحة مزدحمة، وذلك بمبلغ 2.3 مليون دولار هونغ كونغي (296 ألف دولار أمريكي)، أي بزيادة تصل إلى خمسة أضعاف عن التخمينات، مسجلة بذلك رقماً قياسياً في فن جنوب شرق آسيا المعاصر.

مؤخراً بدأت أعمال “ماسريادي” تعرض في متحف الفن السنغافوري عام 2008، وفي متحف “تايبيه” للفن المعاصرعام 2009، وفي بينالي “جوغجا X” عام 2009، وفي صالة “غاجاه” بسنغافورة عام 2010، كما شهد شهر نيسان/ أبريل من هذه السنة أول عرض منفرد للفنان في الولايات المتحدة بصالة “بول كاسمين” في نيويورك، وقبل أسابيع من هذا الظهور الأول في الولايات المتحدة أجرت مجلة “أرتس آسيا باسيفيك” الحوار التالي مع الفنان حول أعماله الأولى، والاهتمام الدولي المتزايد في الفن الأندونيسي المعاصر، ولوحاته الأخيرة التي تستكشف العلاقة بين الإغواء والضمير الشخصي:

في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية التي حدثت عام 1997، وسقوط الجنرال سوهارتو في عام 1998، انتقل الاهتمام في المشهد الفني الأندونيسي بين عشية وضحاها من اللوحات التعبيرية المحافظة ذات الموضوعات التقليدية إلى الفن الجريء المشتبك مع المجتمع.. كيف كانت طبيعة أعمالك خلال تلك الفترة؟

بين عامي 1993 و1998 كنت أدرس بالمعهد الأندونيسي للفنون في "يوغيكارتا"، ولهذا فقد كانت أغلب أعمالي حينها استجابة لواجبات المعهد المحددة بدقة، ثم انقطعت عن الجامعة ورجعت إلى مسقط رأسي ونشأتي "بالي"، وهناك سبرت عدة أساليب قبل أن أركّز على الأشكال البشرية، ويمكنني القول إنني أعتز بأعمالي بعد عام 1999 تحديداً، وكان ذلك بداية تطويري لأسلوب خاص في استكشاف التشويه والطرق المختلفة لرسم الشكل البشري، وقد صادف أن تزامنت تلك الفترة مع سنوات مابعد سوهارتو، لكنني أعتقد أن تحولي مردّه أساساً إلى أنني أصبحت جاهزاً لسبر وتوليف أسلوب خاص بي.

تصوّر لوحتك (العمل الكبير لمقتني الفن)/2000 مقتني الفنون على أنهم فئراناً بألبسة رسمية، وفيها رسم لشخص أسود البشرة، بأية طريقة يعبّر هذا عن أفكارك حول عالم الفن؟

حقاً إنها تعكس أفكاري عن عالم الفن، لكنني لا آخذها على محمل الجد كثيراً، إذ لم أقصد بها معناها الحرفي، فهذه اللوحة تدور حول العمل الفني المنتج ليلبي احتياجات متذوق الفن الذي يملك أفكاراً مسبقة عمّا يريد بالضبط، ومن هنا فهي تعرض الأوجه المختلفة للإبداع، طبيعياً كان أم مصطنعاً.

أخبرنا عن بعض مصادر الإلهام في عملك.

غالباً ما أجد إلهاماً هذه الأيام في ألعاب الفيديو، ولوحتي (ماغينا)/2009 تعرض رأيي بعالم ألعاب الفيديو، وقد رسمت في اللوحة بأسلوبي وشم قبلي، وجلد رمادي، وشعر ينتهي بذيل حصان، أي وفق الصورة التي أرى فيها “ماغينا” في ذهني، وقد أطلقت على العمل اسم شخصية محارب في واحدة من ألعابي المفضلة: (الدفاع عن القدماء)، فـ “ماغينا” في اللعبة متلاعب بالطاقة، يقف مهيأً لمعركة، وموازناً جسمه على قدم واحدة، وحاملاً نصلاً كبيراً مزودج الجانب في كلتا ذراعيه الممدودتين، وهو يملك الخصائص الجسدية ذاتها التي نراه بها في اللعب.

وقبل ذلك تأثرت أكثر بالرسومات المصورة1 التي كنت أقرأها بنهم منذ طفولتي، وشخصياتي المشوّهة مستوحاة بكثرة من ذلك، وبطريقة غير مباشرة ولاواعية ربما، وفي ذات الوقت فإن الاستخدام المتكرر للتعليقات الكلامية المصاحبة للصور في عملي يعود أكثر للقصص المصورة، ويبدو أن اهتمامي بألعاب الفيديو ما هو إلا تطور لذاك الانبهار الطفولي بالرسومات.

كيف أثرت الشعبية المتزايدة للفن الأندونيسي المعاصر في السوق العالمية للفن على المجتمع المحلي؟

لاشك أنها زادته حيوية، وأشعر الآن أن هناك الكثير من الحماس ومن روح المبادرة داخل مجتمع الفن الأندونيسي لتطوير أنشطة جديدة، إضافة إلى وجود مشاريع فنية ومعارض بأعداد كبيرة قياساً بما كان عليه الحال فيما مضى من السنين، وقد ساهم هذا في خلق أحداث جديدة، مثل معرض “جوغجا” الفني الذي أقام دورته الثالثة في تموز/ يوليو الماضي، ففي السابق لم يكن هناك سوى بينالي "يوغيكارتا"، الذي كان نمطياً ومتوقع النشاطات، في حين أن معرض “جوغجا” كان أكثر حيوية في تقديمه لكل ما يمكن أن تمنحه المدينة.

في أواخر عام 2010 كنت مشغولًا بعمل (المأساة) الذي يصور شخصاً واسع العينين يقف على قمة جبل من أعقاب السجائر، وفمه مليء بسجائر مشتعلة.. لكن حين ثار بركان جبل ميرابيقرب يوغيكارتا، أجليت عائلتك إلى مكان أكثر أماناً، وعدت مراراً إلى استديوهاتك لإكمال العمل، فما الذي دفعك للقيام بذلك؟

كنت على وشك الانتهاء من العمل حين ثار الجبل، وقد رجعت إلى الاستديو بداية لأكون برفقة زوجتي التي كانت قلقة على بيتنا، وأرادت أن تكنسه من الغبار البركاني الذي تجمع داخله، وكان البيت خارج المنطقة المحظور الذهاب إليها، لذلك لم نكن قلقين كثيراً على مسألة الرجوع، والمأساة في عنوان العمل تتعلق أكثر من أي شيء بمحاولتي التوقف عن التدخين، وهي سبر شخصي لما كنت أمرّ به في ذلك الوقت.

هل ستعرض لوحات جديدة في معرضك المنفرد القادم في صالة بول كاسمين؟؟

أجل، واللوحتان الأكثر جِدَّة هما (ملاك الظلام) و(الشيطان الأحمر)/2011، وكلا الملاك والشيطان يملكان مقدرة على تقوية وتحرير الأشخاص، فيما تعكس أجنحتهما الكبيرة الممتدة فكرة القوة والحرية تلك، وفي أعمالي غالباً ما أركز على السعي من أجل السلطة بين الشرائح المختلفة.

نادراً ما أرسم شياطين، و(الشيطان الأحمر) ربما يكون أكثر التصويرات صراحة لقوى شريرة في أعمالي، لكنه يدور أيضاً حول تجاور الخير والشر معاً داخل البشر، والفرق بين من هو الطيب ومن هو الشرير ليس واضحاً دائماً، إذ أنه من الشائع رؤية من تفترض طيبته وهو يقوم بأعمال قبيحة، والعكس أيضاً صحيح.

1 Comic Strips

Ads
SOTHEBY'S SAM E-flux Silverlens Massimo de Carlo