P
R
E
V
N
E
X
T

James Clar at his studio in al-Quoz, Dubai, 2011. Photo by Angelle Siyang Le for ArtAsiaPacific.

حيث أعمل

جيمس كلار

USA United Arab Emirates
Also available in:  Chinese  English

على بعد خطوات من أكثر صالات عرض دبي التجارية نجاحاً، يختبئ استديو فنان الميديا المختلطة الأمريكي “جيمس كلار”، والذي يطلق عليه اسم "ستالايت"، وذلك ضمن منطقة “القوز” المعروفة بفضاءاتها الفنية والصناعية الحديثة، وإذا أمعنا النظر في المسألة يبدو الاستديو بالفعل بؤرة قمر صناعي لشيء مألوف في أغلب المدن الكبرى، لكن لم يسمع به من قبل في دبي، وهو فكرة الاستديو المفتوح، وحين سألت الفنان عن سبب تسمية الاستديو بـ “ستالايت” أجابني أنه يرى نفسه كمن “يلاحظ المعلومات وينقلها”، وأنه ربما يؤسس مستقبلاً استديو “ستالايت” في مدينة أخرى.

من السهل أن نتصور فناناً عالمياً مثل “كلارك” وهو يرتاد آفاقاً جديدة في قلب محيط فني لم يكتشف بعد، وعلى الرغم أن الفنان يقيم حالياً إقامة كاملة في دبي، إلا أن أثره تجاوز المشهد المحلي، فحين التقيته في يونيو/ حزيران الماضي كان قد عاد للتو من معرض “أرت هـ. ك” الذي شهد إقامته عرضاً فردياً عالمياً للمرة الثانية في معرض فني كبير، وذلك من خلال صالة عرضه “ترافيك” بدبي، عارضاً أعماله لمقتني فنون أمريكيين وصينيين، وفي هذه السنة أيضاً سيشارك “كلار” في عرض جماعي تحت عنوان “النهاية الغربية” في “متحف على خط التماس” بالقدس.

يكشف تكاثر صالات العرض الجديدة في دبي عن طبيعة المشهد الفني في الإمارات العربية المتحدة، ذلك المشهد الذي ينحو نحو المنتجات السلعية، ويخلو من فضاءات تجريبية غير تجارية ما عدا "ستالايت"، حيث أسس “كلار” فضاءه هذا في شهر مارس/ آذار من هذه السنة، واحتضن فيه عروضاً فيلمية، وابتداء من سبتمبر/ أيلول سيقيم الاستديو ليالي فنية لفنان أو لمجموعة فنية تعرض أداءاتها وإنشاءاتها، ويأمل “كلار” أن يثير الاستديو نقاشاً حول الفن والمجتمع بقوله: "كثير من أعمالي كان ثمرة محادثاتي مع رامي فاروق؛ مالك صالة عرض "ترافيك"، وهو شاب منفتح ورصين، ومحادثات كهذه يجب تشجيعها دائماً".

استديو “كلار” الواسع، وذو الإكساء المعدني والأضواء الخافتة والطابع الصناعي والسقف العالي، يشكل فسحة مضيافة من حرارة الخارج، وإطاراً مثالياً لما يعرف به الفنان من أعمال خفيفة ومنحوتات كبيرة مختلطة الميديا، ويبدو الاستديو بزينته القليلة مكاناً للعمل الجاد، على الرغم من أن الكنبة الوثيرة وطاولة التنس اللتين تقبعان فيه قد توحيان بخلاف ذلك.

تعرف ممارسة “كلار” بملاحظاته الباطنية التي تمنح مساحة للتأمل في دواخل العالم المحيط به، ثم إن هذه المواضيع الكونية التي ساهمت دبي أيضاً في بعثها تشمل فقدان اللغة الأصلية، كما يظهر في عمل (الانجليزية الكونية)/ 2010، وهي لافتة مضيئة كتب عليها “جلوبل إنجلش” باللغة العربية، ويسعى كلارك إلى تطوير هذه الفكرة عبر تهجئة العبارة ذاتها بحروف لغات أخرى، أما عمل ( كرة وسلسلة)/10-2009 فيأتي تعليقاً على علاقة المحبة والكراهية والتبعية التي تربط الإنسان بالطاقة، ويتكون العمل من كرة عملاقة مصنوعة من 24 ضوء سيارة أمامي مع صمامات ثنائية باعثة للضوء، ومربوطة كلها بسلسلة معدنية تصلها بمفتاح الطاقة، وكما يبدو فإن الفطنة هي عنصر أساسي في عمل "كلار"، أما العناوين المختارة بعناية فتضيف بعدَ مفارقة آخر لأعماله المثيرة.

“كلار” الذي جاء إلى الإمارات سنة 2007 بصحبة زوجته اليابانية “كاناي” التي يطلق عليها لقب “صخرتي” تحبباً، قد يكون أنجح فنان أجنبي تجارياً ونقدياً في دبي وفي كل المنطقة، على الرغم من هوس الأخيرة بالترويج لكل ما هو إماراتي وشرق أوسطي.

كانت السنة الأولى لـ “كلار” في دبي محبطة، حيث عمل مهندس إضاءة تجاري، وعندما همَّ بمغادرة الإمارات إلى الأبد جاءته فرصة عرض أعماله في واحدة من أولى ليالي “بيتشا كوتشا” التي أقامتها صالة عرض الخط الثالث، ليكون ذلك طريق لقائه بصديقه المستقبلي وراعيه وعارض أعماله رامي فاروق، الذي ساعده في استعادة ثقته بنفسه ليصبح فناناً متفرغاً لعمله تماماً.

يشكل “كلار” حالة غريبة في دبي، فهو فنان أمريكي من أصول فلبينية، يعمل من خلال صالة عرض مملوكة إماراتياً (وتجدر الإشارة إلى أن كثيرا من صالات العرض في دبي ما هي إلا فروع محلية لصالات عرض عالمية)، وعلى الرغم من انبهاره بالمدينة إلا أنه لا يخفي التحديات الماثلة من كونه فناناً أجنبياً فيها.

يتذكر “كلار” أيامه الأولى في دبي، وكيف أن صالات عرض عديدة رفضت عرض أعماله رغم الإعجاب بها، نظراً لأصوله العرقية، إضافة إلى أن معظم المزادات والجوائز الفنية الكبرى، مثل جائزة أبراج كابيتال، مفتوحة أمام الفنانين المحليين أو الإقليميين فقط، ويرى الفنان أن التركيز على حصر الدعم بالعمل المحلي والإقليمي شائبة في مسيرة تطور الفنون الطموحة بالإمارات، وأن فقدان الصبغة العالمية يقلص مدى المشهد الفني فيها، وبالرغم من تلك الصعوبات يأمل “كلار” أن تشجع طرقه الرائدة فنانين آخرين على العيش والعمل في الإمارات، ما يؤدي تدريجياً إلى إغناء تنوعها.

Ads
4A Centre for Contemporary Asian Art Massimo de Carlo Silverlens Opera Gallery