افتتاحية العدد

من عادة شهر تشرين الأول/ أكتوبر أن يجعلنا مولعين بالتفكّر، والفكر قد يأخذنا باتجاهات عديدة، وقد تكون أكثر المواضيع إلحاحاً في هذه التأملات هي: من سيكون القادة الجدد في الصين، والرئيس القادم للولايات المتحدة؟ وما الذي يعنيه ذلك للعالم، فضلاً عن “بحر الصين الجنوبي” المتنازع عليه؟ على كل الأحوال فإن من عادة التأملات أن تتجه نحو قضايا أكثر شخصية، لكنها لا تقل أهمية.

في عدد مجلتنا هذا نتحاور مع عدد من الفنانين وقيّمي المعارض، ونتحدث عن المبادرات الثقافية ودور التواريخ الحديثة، عامّها وخاصّها، كوسيلة لتصوّر ما قد يخبئه لنا المستقبل.

وفي ملحق العدد “توسيع آسيا”، وهو تحقيق أُنتج بالتعاون مع متحف: المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة ومتحف موري للفن في طوكيو؛ نطرح أسئلة حول التشييد الجغرافي لآسيا وأصوله، والتبادلات الثقافية الكثيرة التي تحدث فيه.

7 أشخاص معنيين تماماً في فن المنطقة، وهم: دينا جلبي وتسونغ- زونغ تشانغ وديفيد إليوت وندا غوصي ورانجيت هوسكوت وفيرا مي وآشلي رولنغ؛ دعوناهم إلى التأمل في هذه المرحلة الجديدة من الكوزموبوليتانية الآسيوية التي لديها سوابق تاريخية عديدة، كما ذكر القارئين جلبي وهوسكوت.

وفي السياق ذاته من الأعمال العابرة للأوطان، وخاصة تلك التي تحدث مع الهجرة الطوعي منها والقسري، تأتي أعمال الزوجين الفلبينيين ألفريدو وإيزابيل أكويليزان، فيما يسبر المحرر المشارك مايكل يونغ المسيرة المتنقلة للفنانَين، والطريقة التي يجمعان ويعرضان بها المقتنيات الشخصية لمجتمعات رُحّلٍ مهمّشة، بهدف قص حكايات عن المهجّرين والمنسيين.

يجلس توبياس بيرغر قيّم المعارض الإداري لمتحف “M+” للثقافة البصرية – الذي سيفتتح في هونغ كونغ – متحدثاً مع فناني هونغ كونغ اللامعين أمثال غايلورد تشان وتشو هينغ واه.

ويسترجع الصديقان القديمان حياتهما خلال السنوات الوليدة الأولى للمشهد الفني في هونغ كونغ في الستينيات والسبعينيات، ويناقشان كيف أن ثقافات تقليدية مميزة مثل الأوبرا الكانتونية قد تنبعث فيها حياة جديدة من خلال مزجها مع عناصر معاصرة للمحافظة على أهميتها للأجيال القادمة.

في عوالم الفنانين الذين يقتحمون بأساليبهم أفاقاً جديدة في الممارسة الفنية نبقى، ونرحب بمساهمة المحرّرة الضيفة أميليا غروم التي تستطلع عمل المصوّرة يوكي كيمورا، واصفة مساءلاتها بأنها (تسلّط الضوء على لااستقرارية الصورة الفوتوغرافية، وعلاقتها الملتبسة بالشكل)، بما في ذلك وضع الأشياء ذات العلاقة بتلك التي تلتقط لها الفنانة صوراً فوق وتحت وإلى جانب الصورة الفعلية.

وبالمثل يغوص محررنا المراسل هـ. ج. ماسترز في تحقيق الغلاف لهذا العدد بأعمال 3 رسامين يافعين مبدعين هم تالا مدني وروكني هايريزاده وإنشي إيفينر/ حيث يحاجج ماسترز في مقالته التي حملت عنوان (لم يعد لها معنى) كيف أن هؤلاء الرسامين الرمزيين الذين تعالج أعمالهم موضوعات العنف (يقدمون بدائل مبتكرة لا تستطيع الكاميرا وحدها تقديمها).

في باب لمحات تتحدث مارلين ساهاكيان محررة مكتبنا في مانيلا مع الفنان الفلبيني كارلوس سيلدران الذي تساهم أداءاته وجولاته ونشاطاته الأخرى في زيادة الوعي العام بالعاصمة مانيلا، أما إيزابيلا إي. هيوز محررة المكتب في دبي فتلتقي بالفنان لانتيان إكسي الذي ولد في الصين ونشأ في دبي والبحرين، والذي تلهم تجربته المهجرية ذهنيته في مرحلة ما بعد الاستديو.

وعشية افتتاح ترينالي آسيا والمحيط الهادئ السابع يلقي مايكل فيتزجيرالد نظرة موسّعة على سلسلة صور الفنان غريغ سيمو التي توظّف استعارات ما بعد كولونيالية لتصوير سرديّات بديلة حول المحيط الهادئ و"المتوحش النبيل".

ومن باكو تجري كاثرين ميلنر مقابلة مع ابنة الـ 30 عاماً عايدة محمودوفا، مؤسسة منظمة “يارات” غير الربحية التي تعزّز الوعي بمشهد الفن المعاصر المزدهر في أذربيجان.

من بروكلن تفسّر الفنانة سحر شاه سرّ افتتانها برسومات تيد ناش بوماسكي الدقيقة بقلم الرصاص، أما في مقالات فتعلّق جيوتي دار على قدرة الفنانين الأدائيين الهنديين على التفاعل مع جمهور متنوّع.

في محور العدد وجّهنا الدعوة إلى ميليا جارسما ونينديتيو أديبورنومو، وهما مؤسسا دار سيميتي للفنون، وذلك لإيضاح التحدّيات التي تواجه إدارة فضاء بديل غير ربحي في بيئة مهووسة بمتطلبات السوق، فيما ترسل لنا مؤرخة الفن هيليا دارابي رسالة العدد من طهران، لتكشف فيها عن ديناميكية وتعقيدات المشهد الفني في إيران.

وفي الختام أودّ الترحيب بحرارة بمحررّنا الإداري الجديد جون جيرفس الذي درس التاريخ الحديث والصحافة وتاريخ العمارة في المملكة المتحدة، قبل أن يعمل محرراً لكتب فنية لأكثر من عقد، وعلى الرغم من أننا لا نستطيع وسم رحلته إلى هونغ كونغ بالهجرة القسرية أو الطوعية، فإننا على ثقة بأنه سيجد لذاته وطناً في العالم المتسارع لنشر المجلات في المنطقة ذات المشهد الفني الأسرع نمواً في العالم.