وراء سياج سلكي متهرئ؛ تشابكت نفايات رأس وست كولون بدروب ملتوية إلى الأعلى لتشكل مقاعد. عند المدخل؛ يقع ناظر الزائر على لوتس أسود هائل يتضخم وينكمش، وفي الخلف يختبئ خنزير بعينين حمراوين مثل الكرز، وفي البعيد دائرة ملونة من الحجار القديمة، وفي الواجهة صراصير سوداء حالكة وامرأة ناتئة باتجاه السماء، رؤوسها مدفونة جنباً إلى جنب في التراب. لكن حتى الآن وعلى الأرجح أن الروث الهائل البني المعبأ بالهواء على اليمين قد لفت الانتباه.
لعلّ هذا العمل الأخير (ركام معقد)/ 2007؛ لـ بول مكارثي هو أبسط ما هو معروض، وفي معظم السياقات لا تعتبر سوى مجرد تدمير مبتذل للمفاهيم المقبولة للجمال في النحت العام. في (إنفليشن تضخم) كان العرض الأخير من متحف هونغ كونغ الأولي للثقافة المرئية والمستضاف الأول في موقع حديقته المستقبلية بجانب ميناء فيكتوريا، مشبعاً بطاقة مذهلة.
من الجنوب بدت رائعة (ركام معقد) أشبه ببقرة مسلوخة مفرّغة بلا مبالاة أمام فخامة برج مركز التجارة العالمي. من الشمال بدا ذلك إيماءً مثيراً نحو بريق أفق هونغ كونغ، وربما نحو السحر العقيم للساحته الفنية التجارية.
كانت كافة الأعمال معزّزةً بإطارها بصورة مماثلة. الصرصور البلاستيكي المتلألئ والمرأة في (الوقوع في العالم الدنيوي)/2013؛ للفنان تام واي بينغ نقد للغرائز المتنافسة للبقاء واللذة وازدياد عدم التحسس إزاء البيئة، وقد اكتسب جاذبيةً مستقبليةً تدميرية. في الجوار تعمّد جيريمي ديلير قلب التبخترات الأثرية والثقافية رأساً على عقب من خلال (SACRILEGE)/ 2012؛ إعادة ابتكار نصب ما قبل التاريخ ستونهنغ، مثل قصر صاخب الألوان. لكن النتيجة النهائية كانت إسهاباً فنياً: التحفة عبارة عن مكان ملموس مهيب يدعو إلى هروب أولي وجسدي، لا سيما أمام خلفية ساحرة، إنما غير ملائمة لمعالم تاريخية من عصر ما بعد الحداثة.
(الفراغ شكل. الشكل فراغ)/ 2013؛ آخر عمل ضمن سلسلة تشوي جيونغ هوا القديمة عن أزهار النيلوفر العملاقة، كانت أقل نجاحاً. فهذا العمل الذي هو أشبه بعشبة سوداء؛ أثبت عجزه عن مخاطبة محيطه حول البراعة والجمال. كان نجم العرض خنزير رضيع خاص بموقع كاو فاي. ازدراءً بالكرتون الخنزيري لفن البوب، تم تقديم دار الكنوز (2013) مع زينة زهرية في قاعدتها، وجلد فوتوغرافي مكبر ساحر ومقزز في آن واحد، وقد تضمن أحشاءً مضخمة شكلت وسادات لهؤلاء المغامرين في أجوف القفص الصدري. تمّ اختيار الخنزير نظراً لدوره في الولائم التقليدية عبر دلتا نهر اللؤلؤ، ولعلّ دار الكنوز هي العمل الوحيد الذي أشار إلى ذلك الارتباط المتعمد مع الواقع وسط عالم من العجائب.
فقد أثبت العرض من جديد أن الخدمة ليست سهلةً. ففي جامعة أوتريخت سنة 2007، تم عرض(ركام معقد) تحت العنوان الصريح (هراء معقد)، ومع ذلك اقترح المخرج لارس نيتفي في فيديو مرافق تكرار المنحوتة مقرفة المنظر في نظر المشاهد. قد يكون الطالع قاسياً؟ ففي غضون أيام سقطت كلها، فيما عدا ثلاثة قابلة للتضخم ضحية العناصر. من بين الضحايا انكشمت تحفة (ركام معقد) بالكامل، في حين أن تحفة (الفراغ شكل) ارتجت في الرياح، مهددةً باسترداد أمجاد الماضي قبل أن تنهار من جديد. أخيراً؛ قد يضمن الثقل الاقتصادي للتجارة استعراضاً فنياً على نطاق واسع. بعد أسبوع من افتتاح العرض؛ (البط المنتفخ) لـ فلورنتين هوفمان – أطول أعمال m+ بمتر- مجدفة في ميناء فيكتوريا لتعوم إلى جانب سيتي مول الميناء الأنيق، مولداً نوبةً رائعةً من الهستيرية في كافة أرجاء المدينة.
وعلى الرغم من تلك الصعوبات؛ تشير رائعة (تضخم) إلى أن m+ يؤدي مهامه العامة بجدية قصوى، مقدماً مشروعات ضخمةً ومفتوحة علماً بأن أحداً قبله لم يبادر إلى ذلك. كما أن أعداد الزوار من كافة الفئات العمرية يؤكد على التوق إلى هذه الأعمال. قد لا يرغب البعض في إعادة دعوة بول مكارثي في أحيان كثيرة، على أمل متابعة التدخلات الأكثر هدوءاً بجانب هذه الأعمال اللازمة لمبنى الحضور. ومع ذلك؛ شكّل ذلك فنّاً عاماً على نطاق طموح، وترفيهي وناجح.