P
R
E
V
N
E
X
T

KWAN SHEUNG CHI, Kwan Sheung Chi (56 Times) Just After Andy Warhol, 2002, inkjet print on vinyl, two panels: 142.2 × 127 cm each. Courtesy the artist. 

لقاءات مزهرة

Also available in:  Chinese  English

جاء موسم أيلول/ سبتمبر وزحمة المهرجانات في شرق آسيا، فهناك معارض ضخمة في كل من غوانغجو، فوكوكا، سيؤول، تايبيه، سنغافورة، وكلها على الأجندة، ناهيك عن معرض يوكوهاما الذي يقام كل 3 أعوام، والذي بدأ فعلاً. 

وبمناسبة تلك المعارض التي تقام مرة كل عامين – فضلاً عن تخمة عروض الفن، وحفلات افتتاح المعارض، والمزادات -، جدر التذكير أنها – وهي العالمية – قد ولدت من رغبة حقيقية لمعالجة قضايا هامة في المدن التي استضافتها، فأحداث مثل مهرجان دوكيومينتا، بينالي غوانغجو، وبروسبيكت نيو أورليانز، وعلى مر الأعوام وبطرائق محددة؛ تشرح كيف يكون تأثير المساهمات الثقافية مفيداً على محيطها. ونحن نقترب من هذه الجولة من الارتباطات المكثفة في إصدار أيلول/ سبتمبر– تشرين الأول/ أكتوبر لمجلة آرت آسيا باسيفيك؛ فإننا نركز على الفنانين الذين أبدوعوا مشاريع اشتفت مادتها مباشرة من ظروف محلية.

نبدأ مع أعمال متعددة التخصصات لأكرم زعتري، وهي تشمل صناعة الأفلام، والبحث، والتصوير الفوتوغرافي، وتقييم المعارض، فيما يتأمل المحرر العام للمجلة إتش جي ماسترز في بعض الصور المبكّرة لفنان كان قد أقام في بيروت كمراهق أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وشارك في تأسيس المؤسسة العربية للصورة، وله مشاريعه الهامة التي تستكشف القصص الشخصية، وتشكل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ لبنان، بما في ذلك الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. 

عن سيرة زعتري على مدى عقدين من الزمن كتب ماسترز: (رحلاته كانت واحدة من الرحلات الفكرية، وبذات القدر عاطفية: من أجل الحب والرغبة/ أن تضيع في وسط الصراع، أو أن تنجو بالرغم منه، ذلك هو أكبر موضوع لدى زعتري).

من دلهي المحرر المشارك جيوتي دار يزور ثانيةً أعمال الفنانة الراحلة رمانة حسين (1952- 1999)، ويناقش المناخ السياسي للفترة التي كانت تعمل خلالها، والتأثير الذي تركته على جيل من الفنانين ومديري المتاحف الذين يعملون في شبه القارة الهندية في وقتنا الحاضر، ورغم أن رمانة حسين رسامة بالأصل، إلا أن اهتمامها تحول إلى العرض المسرحي والتركيبات، وذلك كرد على الأصولية الدينية اليمينية في التسعينيات.

وفي سياق مماثل تنقب القيّمة المستقلة سوزان جيب في عمل فنانة أخرى تتحدى الإيديولوجيات السائدة النابعة من الشعور القومي، وهي الفنانة مينوك ليم المقيمة في سيؤول، مثل حسين درست ليم فن الرسم، لكنها واجهت محدوديته، فبحثت عن أشكال بديلة لإبداع الفن – أشكال ذات طابع تشاركي أغلب الأحيان – لتتعمق في الحقائق الاقتصادية والتاريخية لجنوب كوريا.

في أيلول/ سبتمبر ستعرض ليم لأول مرة (هوية الملاحة) الذي ربما يكون مشروعها الأكثر طموحاً، والذي يشمل شحن حاوية فيها بقايا عظام الضحايا المدنيين في المجازر غير المعروفة خلال الحرب الكورية؛ إلى بينالي غوانغجو، وفي الوقت ذاته يجلس في هونغ كونغ المحرر الإداري جون جيرفيس مع الفنان التجريدي كوان شيونغ تشي الذي يوضح اهتمامه بالمساعي التي تركز على المجتمع وتتسم بالنشاط الجماعي، وخبرته في العمل في أجواء مثقلة بحواجز اجتماعية واقتصادية، وسنعرض على غلاف مجلتنا عملَ كوان التشاركي (حماية القيم الأساسية أساس القيم الأساسية) الذي نفّذه وزوجته وونغ واي يين لمعرض موبايل +M:  ياو ما تي في متحف +M عام 2012.

في باب (في هذا العدد) لدينا في المجلة زاوية خاصة داخل مجموعة بورجر، إذ يستكشف الممارسات الأدائية والأعمال النصية التي استخدمت كأساليب فنية في أعمال الفنانين تيتوس كافار، وونغ واي ييم، لوتشينغ بينغ، تشوي يان تشي، فلوريان جيرمان، فيتوريو سانتورو، وفيونا بانر.

ويقدم باب (ملفات شخصية) زيارة إلى منزل أندرو وكاثي كاميرون في سيدني، المعروفَين بسبب دعمهما اللامحدود للفنانين الأوستراليين، كما نقدم عرضاً لسيرة الحياة الفنية المنتقلة للفنان حسين فالامانيش المقيم في أديلاد، وذلك من أجل تركيباته النحتية المتفرقة، أيضاً قابلنا الفنانة الأمريكية من أصل قطري صوفية الماريا التي حققت شهرة بسبب مشروعها (نظرة محدقة للخيال العلمي الوهابي)، وكذلك الفنان تشين تشو من بكين صاحب عمل (ما بعد السعادة)، وكلاهما يشرعان أو يحاولان الشروع بأفلام روائية طويلة. 

في باب (مقالات) يدرس المحرر المساهم مايكل يونغ فيما إذا كانت صالات العرض التجارية الأسترالية تعاني من أزمة، وفيما إذا كان ذلك يدل على فشل في السوق الفنية، بينما يعيد محرر مكتب تايبيه ديفيد فرايزر تقييم مسيرة شو بينغ الذي حاول أن يكوّن أشياء كثيرة لأناس كثيرين في بلده الصين وفي الخارج.

زرنا استوديو التبتي كيسانغ لامدارك المقيم في زيوريخ في باب (حيث أعمل)، وهو فنان معروف بأعماله على أشكال التانترا الجديدة المكوّنة غالباً من البلاستيك أو علب الألمينيوم. 

وفي زاوية (وجه لوجه) الفنان الأسترالي الأصيل توني ألبرت يتذكر الراحل غوردون بينيت الذي تناولت لوحاته دوامة العنصرية في أستراليا، ويشرح تأثير  أعمال بينيت على نظرته الشخصية الخاصة كفنان شاب. فيما يناقش جيني إف.سو الأكاديمي ومدير متحف الجامعة الصينية في هونغ كونغ في باب (تحت المجهر) موضوع كيف أن مؤرخي الفن الناشئ الذين يحصلون على شهادات الدكتوراه ما يزالون يواجهون قلة فرص عمل، على الرغم من أن هونغ كونغ تطمح لأن تكون المركز التجاري الثقافي لآسيا.

المساهم الضيف ستيفان تارناوسكي أرسل مادته من بيروت، وفيها يقدم رؤية لمشهد الفن في المدينة شبه الأسطوري، وهو الذي بني ذاته من الألف إلى الياء بعد 15 عاماً من الحرب الأهلية، متسائلاً حول التأثير الذي يمكن أن يحدثه تدفق الفنانين السوريين على ذلك المجتمع المتماسك. هذا التوتر الذي لا مفر منه بين المقيمين والوافدين الجدد، بين الثابتين والمتجولين؛ هو في صميم عالم الفن العالمي، وصميم ظاهرة المعارض العالمية التي تقام كل عامين. 

إن التداخلات العديدة البناءة والنقدية التي تنتج عنها؛ هي السبب بأن تلك المعارض ستبقى مصيرية كفرصٍ بالنسبة للفنانين، وذلك ليبدعوا ويشاركوا بأعمالهم التي تدرس مجتمعاتنا ماضياً وحاضراً، وماذا يمكن أن تكون عليه في مستقبلاً.