P
R
E
V
N
E
X
T

POLIT-SHEER-FORM, Do the Same Good Deed, 2014, still from video of performance in Guangzhou, China, 2014. Courtesy the artists and Mabsociety, Shanghai.

العالم في عيون البندقية

Also available in:  Chinese  English

عند التفكير فيما يجب أن تغطيه آرت آسيا باسيفيك في عدد أيار/ حزيران، فمن الطبيعي أن نجد أننا كنا مضطرين لأخذ بينالي البندقية القادم بعين الاعتبار، وقد أدهشنا عدد الفنانين الذين سيمثلون بلدانهم  وسبق أن شرّفوا صفحات مجلتنا، إذ تشمل القائمة تسانغ كين – ويل (هونغ كونغ)، مون كيونغوون وجيون جونهو (كوريا)، وي تيين شانغ (تايوان)، هيري دونو (أندونيسيا)، فيونا هول (أستراليا)، الفنان سركيس المولود في إستنبول والمقيم في باريس؛ الذي سيفتتح الجناح التركي الجديد، دان فو الفيتنامي – الدانماركي الذي سيغير الجناح الدانماركي. ونحن مبتهجون للغاية بالاهتمام الذي سيلقاه أولئك الفنانين في الأيام القادمة، وفيما يخص هذا العدد، فإن المحررين أعادوا النظر في بعض المشاركين في مهرجان البندقية الأخير، وتطلعوا إلى بعض الشخصيات التي تستحق الإدراج في البيناليات مستقبلاً.   

أخذ زمام المبادرة أوكوي إنويزور المدير الفني لبينالي البندقية الـ58 هذا العام، الذي اختار كتاب كارل ماركس “رأس المال” (1867/94) كنقطة مركزية في معرضه، وسيقرأ هذا العمل بمجلداته الثلاثة، وتغطيتنا للشخصيات ستقدم المجموعة الصينية بوليت شير فورم؛ المؤلفة من الفنانين المقيمين في بكين: سونغ دونغ، شياو يو، هونغ هاو، والتاجر الناقد ليينغ لين، ومن المقيمين في شنغهاي ليو جيانهوا. وتبحث المساهمة الضيفة المقيمة في نيويورك إنغريد دوديك في بعض مشاريعهم السريعة، وهي تسترجع ذكريات حياتها في بكين بين عامي 1999 و2002. تكتب دوديك حول المجموعة: (الأعمال مربكة، مراوغة، مليئة بالتناقضات، وميالة بلا ريب للأحادية، وفي الوقت ذاته – وبالنظر إليها ككل – فإن أعمالهم الكاملة تقدم واحدة من أكثر المفاصل الخفية والمخلصة للتجربة السياسية لهذا الجيل من الفناني الصينيين… إنهم يحتفلون بحذر بالأغاني التي لم تغنّ في فترة الشيوعية، في حين يقدمون أيضاً تصحيحاً نقدياً لمرحلتهم التي اتسمت بالإيمان بالفردية على نحو عالٍ للغاية). 

بعد انسحاب سنغافورة من بينالي البندقية عام 2013 بناءً على إعادة تقييم المجلس الوطني للفنون للمشاركة الرسمية؛ فإنها تعود هذا العام مع إدارة تشارلز ليم الفنان الشهير والمخرج السينمائي والبحار الأولمبي. فيما يتحدث هناي كو محرر آرت آسيا باسيفيك مع ليم، ومع القيّم شبير حسين مصطفى أثناء تحضيرهما لإقامة الجناح الجديد في الأرسينال، كما شملت الموضوعات التي نوقشت إلهامات لين في سلسلته (دولة البحر)، وكيف توقف كابل الاتصالات الهائل تحت الماء عن العمل، وانقطعت خدمة الإنترنت يوماً كاملاً في عام 1999، وكيف أُثير اهتمامه باستكشاف سياسات بلاده في استصلاح الأراضي في المياه المحيطة.

في مكان آخر من باب “شخصيات” يتأمل إنتي غويرير محرر مكتب أمريكا اللاتينية في الشخصيات المؤسسة للحداثة البرازيلية، من خلال مراجعة تأثير نشاط الفنانين اليابانيين البرازيليين في ساو باولو. في الخمسينيات؛ وبينما معظم الفنانين البرازيليين احتضنوا استيحاءات باوهاوس الهندسية والتجريد البنياني، فإن الجيل الأول والثاني من الرسامين والنحاتين اليابانيين البرازيليين الذين اتبعوا أساليب التجريد العامي؛ لعبوا دوراً أساسياً في تعزيز الثقافة الحداثية في البلاد، في حين (كانت الثقافة الكانيبالية – مصطلح استخدمه الشاعر أوسولد دي أندريد ليصف قدرة البرازيل على “التهام” الثقافات الأخرى وإعادة إنتاجها – هي الهوية المركزية للبرازيليين). كما يشير غويريرو.

العاملة في سياق مماثل مع تراثها الثقافي المتعدد نيفين ألاداغ الكردية، التركية المولد، الألمانية النشأة؛ تستكشف الطبيعة الهجينة للثقافة المعاصرة في أوروبا، وخاصة بين الأقليات وفي المجتمعات المهمشة، فيما يرافقنا المحرر إتش جي ماسترز في جولة عبر عقدين من أعمال الفنانة، أي التركيبات النحتية، وتجميعات وسائل إعلام مختلطة، وفيديو، وعروض مسرحية.  

القرب من المميزات هي عمودنا الخاص من داخل مجموعة بيرغر، وفي هذا العدد نلقي نظرة فاحصة على “خوج” جمعية الفنانين ذوي النفوذ؛ ومقرها جنوب دلهي، والتي حفزت ومكّنت الممارسات التجريبية، وتحدت ممارسات صنع الفن المعاصر في الهند.      

في باب “لمحات” ألقينا الضوء على بعض القيّمين الذين يتعاونون مع فنانين مشاركين في بينالي البندقية هذا العام، ومن المتعاونين الرئيسيين الشيخة حور بنت سلطان القاسمي التي تقدم شخصيات مؤثرة غير معروفةٍ بعدُ من تاريخ الفن في الإمارات العربية المتحدة، تيتس سوك كيونغ لي الذي سيشرف على الجناح الكوري، روبرت ليونارد القيَم الرئيس في صالة عرض سيتي في ويلينغتون في نيوزيلاند، وباتريك دي فلوريس قيّم متحف فارغاس في جامعة الفيليبين الذي سيقدم المعرض الثاني لبلده في البندقية بعد غياب 51 عاماً.  

في باب “مقالات” لدينا مقالتان تُعنيان بغرب آسيا، فالفنان المقيم في جدة أحمد ماطر يتحدث عن تحديات فرص تعليم الفن في الجو المحافظ للمملكة العربية السعودية، أما محرر مكتب دبي كيفين جونز فإنه يبدأ بسلسلة مكونة من ثلاثة أجزاء تنظر في بنية الفنون الوليدة في الإمارات العربية المتحدة.  

في ما تبقى من العدد؛ تشرح كاثرين ليفين مديرة منصة “آرت سبيس” على الإنترنت كيف يمكن للإنترنت أن يتواصل مع لاعبين عديدين في عالم الفن، ويولد مزيداً من الشهرة،  والجمهور الواسع، وجامعي الفن الجدد. وبإعجاب يكتب كوكي تاناكا في باب “وجه لوجه” عن الممارسات السياسة للفنان الراحل الكوبي المولد فيليكس غونزاليز توريس، كما أرسل فنان الفيديو والتركيب سوتسيرات سابارينيا مقالة لباب “إيفاد” من عاصمة تايلند الثقافية تشيانغ ماي. 

في باب “حيث أعمل” محرر مكتب هونغ كونغ سيوبهان بينت يزور مرسم الممثل المسرحي وفنان الرسم بالحبر “Frog King” الذي يعج بالأشياء ووسائل الاتصال المختلطة والمهروسة، وذكريات بشكل قصاصات ورق، وصور ، ومصادر أولية أخرى لعمله.

وأخيراً؛ استعرضنا اللعب مع الزيت الشحمي الزلق: كتابات مختارة لـ أبينان بوشياناندا (1993 – 2004)، وهي مختارات من مقالات ومحاضرات مؤتمرات للباحث التايلندي الشهير والقيّم والناقد الذي عمل سكرتيراً لوزارة الثقافة التايلندية. مخيلة أبينان ما تزال غنية لا يمكن كبتها، ومجموعته تغطي كل شيء من الثقافة الكانيبالية  – أي اعتماد الثقافات على بعضهاإلى أشكال السياسة في فن الأداء في آسيا، في حين يقدم لوحات تأملية للفنانة مارينا أبراموفيك، والفنان ياسوماسا موريمورا. 

إن قراءة هذه النصوص تجعلنا نتمنى أن يعود أبينان لممارسة العمل في إدارة المتاحف وتنظيم المعارض، آملين أن يكون في حدث فني عالمي كبير، ربما بينالي البندقية.