P
R
E
V
N
E
X
T

CHATCHAI PUIPIASunflowers, 1996. Oil pigments, wax, ash (paper/wood) and gold leaf on canvas, 229.5 × 200 cm. Courtesy 100 Tonson Gallery, Bangkok.

الموقع من العزلة – طبيعة صامتة، بورتريه ذاتي، والأرشيف الحي

Chatchai Puipia

Thailand
Also available in:  Chinese  English

عام 1905 رسم تشاتشاي بويبيا عملاً فيناً شديد الشحوب، مقطّب المحيا بشكل جنوني، وبابتسامة سيامية، وسرعان ما أصبح هذا العمل الأيقونة الأبرز للفن المعاصر في جنوب شرق آسيا، ومنذ ذلك الوقت أصبح تشاتشاي معروفاً ببورتريهاته الساخرة، وبات يعد من بين 10 فنانين أو نحو ذلك من جيل الرواد الذين نقلوا الثقافة التايلاندية من الحداثة إلى المعاصرة.

الأقل شهرة هو تكريس ممارسته للوحات التي تصور أزهاراً لا تزال حية، والتي يعتبرها أساتذة الحداثة أغلبية الأحيان من الأعمال المتميزة كأعمال فان كوخ، وريدن، وسيزان. تلك اللوحات التي رسمها بين عامي 1996 و2011 كانت في مركز (تشاتشاي بويبيا: الموقع من العزلة – طبيعة صامتة، بورتريه ذاتي، والأرشيف الحي)، وهو المعرض الطموح الذي تم تنظيمه من قبل بين صالة 100 تونسون في بانكوك، أرشيف الفن التايلاندي.

ثمانية لوحات من أصل 14 لوحة قماشية هي من سلسلة الطبيعة الصامتة لتشاتشاي التي رسمها (جذوة  بعمالقة الحداثة)، وكما يوضح القيم غريغوري غاليغان في كاتالوغ المعرض. بدأ تشاتشاي هذه السلسلة بلوحة (عباد الشمس)/ 1996، محاكاةً لتحفة فان كوخ التي رسمها عام 1888 عن ذات الموضوع، وقد رسم الأزهار في صورة ظليلة أحادية اللون، مستعملاً اللون الرمادي مقابل خلفية الأوراق الذهبية، واضعاً طبقات من الشمع على القماش. كان قصد الفنان أن يسأل ماذا يحدث للفن في السوق: لقد نقل الجمال الأصلي الغني إلى شيئ يشبه أيقونة بيزنطية خالية من تدرجات اللون والعمق. 

أنتج تشاتشاي معظم تلك اللوحات التفسيرية منذ عام 2005 وصاعداً، لكن الهدف المضاف لاكتشاف الخصائص الجمالية للظل والضوء استلهمها من مقالة الروائي الياباني جونيتشيرو تانيزاكي عام 1935 (في مديح الظلال) كمثال في (خطمية في وعاء أحمر)/ 2006 – 2009؛ بلوحة فان كوخ (أصيص الخطمية)/ 1886. 

وبصرف النظر عن التقاط خصائص عابرة للضوء؛ فقد أبدع تشاتشاي كل لوحة من مجموعة الطبيعة الصامتة لينقل تفسيره لنفسية صديق بعينه ، لكن كاتالوغ المعرض لا يذكر إن كان قد نجح في إنجاز هدفه الأخير أم لا. والمعرض – على أي حال – أتاح للمتفرجين النظر عن قرب إلى تفاصيل الأعمال، مثل كلمات مكتوبة على اللون النافر على بعض أجزاء قماش اللوحة، بما في ذلك كلمات من أغان مفضلة لدى تشاتشاي من بلده تايلاند. 

عناصر من أعماله عن الطبيعة الصامتة – بما في ذلك الكلمات على الإطارات – تظهر أيضاً في 3 لوحات صوّر فيها ذاته؛ كانت موجودة في المعرض، وبينما لوحاته الأولى التي يصور فيها ذاته شيطانية ومرحة وساخرة؛ رسمت بالأحمر والأصفر والبرتقالي؛ فإن أعماله الجديدة – وهي بلون واحد تقريباً – تظهر هيكلاً تركيباً أبسط، وداكن اللون، وأسلوباً متوازناً. قدموا الفراشة كموضوع جديد مستلهم من أولئك الذين انجذبوا على نحو مهلك للدهانات السامة في مرسم الفنان.

في عمله (الساعة 03:15 صباحاً 16.05.2014) كان وجه الفنان في الملف محاطاً بهالة فراشات حمراوات، ورأس فيل يمشي متثاقلاً، ويشير التاريخ في عنوان هذا العمل إلى اضطرابات المحتجين على الحكومة في بانكوك، تماماً قبل أيام من فرض الجيش سيطرته. ويرى غاليغان في ذلك البورتريه دليلاً على أن تشاتشاي في ذروة إتقانه وتفوقه، بعد 5 أعوام قضاها في شبه عزلة، بعد إعلانه ترك عالم الفن عام 2010.   

كان المعرض جزءاً من مشروع أكبر مع Thai Art Archives، الذي أسفر عن قاعدة بيانات رقمية لأعمال تشاتشاي، وعن نشر سيرته الذاتية. عرضت في فترينة صالة 100 Tonson  أشياء شخصية للفنان مثل صور، وبطاقات من كاتالوغ في مرسمه، كاشفة أن تشاتشاي معجب بالقرن التاسع عشر الأوروبي، وأيضاً بالأميريكيين الذين جاؤوا في عصر الرواية مثل مغامرات Huckleberry لمارك توين، التي نشرت عام 1884.  

قدم المعرض أيضاً لمحة نادرة عن ثلاثة أعمال من الثمانينيات، تكشف عن بدايات تشاتشاي الفنية، عندما كان يطور نهجه نحو الأساليب الحديثة مثل: الواقعية التصويرية، والتعبيرية التجريدية، والتجميع، والتي تُظهر أن مهاراته كانت قوية آنذاك فعلاً، وحتى عندما انتقل إلى التصوير والبورتريه استمر بالرسم، مستفيداً من الدروس التي تعلمها سابقاً. 

نجح المعرض في تقديم أعمال من مراحل وأنماط مختلفة إلى جانب شروح مرافقة لها وتعليقات متقنة، وبذلك نجح أيضاً بمتابعة طريقة عمل تشاتشاي والتطور المفاهيمي  بطريقة ناجحة.  ومشروع المعرض القوي بتركيزه قدم مثالاً جيداً على قدرة المبادرات المستقلة التي تنظمها الصالات والمنظمات غير الربحية والأفراد في التأثير، وكيف يمكنها أن تصيغ المعنى التنظيمي لفن تايلاند ولتطوره، مالئة الفجوة التي خلّفها غياب المتحف الوطني المخصص للفن المعاصر.