P
R
E
V
N
E
X
T

Aerial view of Shanghai’s Pudong district, east of the Huangpu River. Photo by Paul Reiffer.

شنغهاي

China
Also available in:  Chinese  English

تعتبر مدينة شنغهاي مركزاً للنشاط الاقتصادي والإبداع التكنولوجي والمال والمؤتمرات والخدمات اللوجستية، وتفاخر بأنها الأعلى في إجمالي الإنتاج المحلي في الصين كلها، وأن عدد سكانها يتجاوز 25 مليوناً، وهي أيضاً مركزاً للفن والثقافة، فقد استضافت عام 2010 معرض إكسبو العالمي، وأقامت نشاطات عالمية كبرى مثل مهرجان شنغهاي الصين للفنون العالمية، ومهرجان الأفلام العالمي، وبينالي شنغهاي. 

أصبح تطور صناعتها للفنون تقدماً طبيعياً، ما أعطاها مكانة محترمة في التاريخ الثقافي الصيني منذ بداية تسعينيات القرن الماضي. تلك المدينة التي تأسست فيها أول جامعة للفن، وأول مجلة فنية، ومعرضاً فنياً وطنياً.   

إن التصاعد في عدد المتاحف والمعارض الفنية في شنغهاي نوقش كثيراً كظاهرة ثقافية في الأعوام الأخيرة، حتى جذبت انتباه العالم. فثمة مؤسسات جديدة للفن، والثقافة البصرية يتم إنشاؤها في المدينة بوتيرة متسارعة. 

وبصرف النظر عن متحف شنغهاي الشهير؛ هناك متحف شنغهاي للفن الذي شَيَّد عام 2012 مبنى الجناح الصيني لمعرض إكسبو الدولي، وتم تغيير اسمه إلى متحف الصين للفن، ثم افتتح (The Power Station of Art) في العام ذاته. 

إن البنى الثلاث العامة المكرسة للفن الصيني تشمل مراحل الكلاسيكية والحداثة والمعاصرة على التوالي، وقد ظهرت بعض المتاحف الخاصة، من بينها متحف شنغهاي للفن المعاصر، ومتحفا مينشينغ، (متحف مينشينغ للفنون، ومتحف مينشينغ للقرن الـ21 للفنون)، ومتحفا لونغ الواقعان في حي بوكسي، وحي بودونغ، ومتحف روكبند للفنون، ومتحف شنغهاي هيمالايا، ومتحف يوز شنغهاي، ومتحف أورورا المؤسسة التي تهتم بجمع الآثار القديمة ووسعت أعمالها لتدمجها بأعمال أكثر معاصرة.    

وهناك أيضاً موقعاً شعبياً للمعارض الفنية. حيث شهدت شنغهاي معارض فنية من بينها ويست بوند للفن والتصميم، فن 021، فوتو شنغهاي، موطن الفن شنغهاي، وغيرها. فيما لم يعد معرض (SH) المعاصر موجوداً. وفي هذا الإطار هناك من المعارض الفنية السنوية التي تقام في شنغهاي، فضلاً عن بكين لطالما اعتبرت المركز الفني للصين، وتشير التقارير إلى أن أرقام المبيعات في المناسبات السابقة كانت أكبر مما أصبحت عليه فيما بعد.     يمكن إجراء مقارنات أخرى بين مركزي الصين الأساسيين، شنغهاي وبكين، لتسليط بعض الضوء على مكانتهما النسبية في عالم الفن العالمي، إذ لهما أدوار مختلفة في أغلبية الأحايين. ومع ذلك ربما يجادل أعضاء المشهد المحلي الفني في شنغهاي بعدم نجاعة هذه المقارنة، ويفضلون طموحات أعلى للتنافس مع مدن عالمية مثل نيويورك، باريس، ولندن.

من حيث مشهد صالات العرض؛ فقد استقبلت شنغهاي أماكن العرض الأولى بداية التسعينيات. حيث تمتعت صالة شنغهاي للفن بنجاحها ونموها المضطرد بلا منازع، وهي الآن تعيد تقديم أكثر الشخصيات أهمية في مجتمع الفن المعاصر المحلي، مثل جانغ إنلي، يانغ فودونغ، شو تشن، دينغ يي. والفنانين الصينيين المهمين الآخرين المقيمين في شنغهاي، ومنهم لي شان، يو يوهان، ليو جيانهوان، كيو أنشيونغ، ليو داهونغ. وقد تجمعت صالات العرض الأصغر وأمكنة النشاط في الأعوام الأخيرة إلى جانب مراسم الفنانين في أحياء الفن الرئيسة في المدينة الشهيرة باسم (M50) و(Red Town)، مثل مشاريع كانتليو شو، فضاء أنتينا، صالة شنغهاي للفنون، فضاء شنغهاي تشي كي 11 للفن، صالات لؤلؤة لام، صالة هاكغوجاي من سيول، صالة ييبو، صالة هْوا، صالة أوفوتو، صالة M97. 

رغم أن البيئة الفنية للمدينة محظوظة بوجود بنية تحتية متطورة؛ إلأ أنها ليست خالية من المشكلات، فالسياسات الحكومية ما تزال مقصرة، وهو ما يسبب تأخيراً في بناء وتطوير العديد من المباني والمشاريع الفنية.

على الأرجح التحديات الإدارية والبيروقراطية الكثيرة من الأسباب التي تجعل صالات العرض العالمية الرائدة مثل غاغوزيان و(Pace and White Cube)؛ تختار فتح أول فروعها الآسيوية في مكان آخر من القارة. 

منظمات الفن في الصين عموماً لا تدفع جيداً، فتفشل في اجتذاب المرشحين والمحترفين من ذوي الكفاءات العالية، فيما يبدو أن المنصات والمؤسسات الصينية لا تفهم جيداً، أو لا تقدر أهمية النقاد ومديري المتاحف، وهذا عامل آخر يسهم في ندرة الخبراء المميزين الذين يلعبون دوراً في مشهد الفن المحلي. ومن حيث العدد والتنوع والحجم؛ فإن وسائل الإعلام التي تسلط الضوء على الفن بكين لا تزال تتقدم على تلك القائمة في شنغهاي. أما أرفع دور المزاد الصينية مثل بولي، وتشاينا غارديان؛ فلا تزال تحافظ على مقارها في العاصمة، وعلاوة على ذلك فإن مجموع السكان في شنغهاي، ومعدل الحضور في النشاطات الفنية على نطاق واسع؛ غير مرضٍ بصورة عامة، والمطلوب من شنغهاي تقديم دليل على تشجيع الأنشطة ذات العلاقة بالفن التي تقام فيها، ورفع المستوى العام لتقدير الثقافة بين مواطنيها.