على الرغم من أن سكان نصف الكرة الأرضية الشمالي بدأوا يفكرون بالعطلة وبمنتجعات الصيف؛ إلا أن الكثير من الأسباب تدعونا لإلقاء نظرة جدية على الوضع الحالي للعالم. إذ يرصد المراقبون في آسيا كيف ستتكشف الأمور مع انتخاب رئيسين جديدين في تايوان والفيليبين، خاصة وأن التوترات تتصاعد في بحر الصين الجنوبي.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية ستزيد حدة المعركة الانتخابية حتى يوم الانتخاب في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، فيما أزمة اللاجئين الأوروبية مستمرة، وربما ستزيد سوءاً، أما المملكة المتحدة فقد قررت في 23 حزيران/ يونيو مغادرة الاتحاد الأوروبي، وفي نظر كثيرين ممن يراقبون قادة العالم؛ فإن هناك تخوفاً من أن يعيد التاريخ ذاته بصعود أشكال فاشية وإقصائية تتسم بجنون العظمة.
في عدد تموز- يوليو/ آب – أغسطس من مجلة آرت آسيا باسيفيك؛ ألقى المحررون نظرة عن كثب على الفنانين الذين يستكشفون اضطرابات بلدانهم في تواريخها الحديثة، ومحاولاتهم في مقاومة تمويه الماضي.
نستهل عددنا مع بيو أباد الذي يظهر عمله على غلاف المجلة لهذا العدد: شال حرير عليه صورة سلويت للسيدة الأولى للفلبين إميلدا ماركوس، فالفنان الفليبيني البالغ من العمر 33 عاماً مهووس بعائلة ماركوس والسلطة التي أساءت استعمالها خلال قيادتها الفليبين على مدار عقدين من الزمن.
سافرت مارلين ساهاكيان محررة مكتب آرت آسيا باسيفيك في الفليبين إلى المملكة المتحدة لتتحدث مع الفنان الشاب في مرسمه، فكتبت: (كشف أباد عن العديد من الموضوعات المرتبطة بالعائلة السيئة السمعة في حياتها العامة والخاصة، وبتفاصيل شاملة تقصاها بجهد بالغ ليعري دور هياكل السلطة التي تؤثر في خلق هويات وطنية وأنظمة سياسية في بلد مثل الفليبين).
فيما يستعرض محرر المجلة إتش جي ماسترز السيرة المهنية للفنانة هالي تنغر، وهي واحدة من أكثر الفنانين الأتراك الملتزمين سياسياً جرأة. ولدت تنغر عام 1960، ونشأت خلال أحداث العنف السياسي في السبعينيات، والتي أدت في نهاية المطاف إلى الانقلاب العسكري في الثمانينيات. تنتمي هالي إلى جيل الفنانين الذين تصدوا لثقافة العنف التي عانت منها البلاد خلال الصراع مع الكورد في التسعينيات والألفيتين، والذي عاد بضراوة جديدة السنة الماضية، وغالباً تظهر الفنانة آراءها بصرياً في تركيبات الرموز المشحونة، والبيئات القمعية. فعلى سبيل المثال تركيبها (الحُجرة)/ 1997؛ هو إعادة خلق لنموذج شقة تركية من الثمانينيات. عندما أعاد ماسترز تأمل أعمالها المبكرة، ومعظم القطع المثيرة للجدل؛ وجد أنها تتقاطع مع ما يجري اليوم في بلدها.
أما القيمة اليابانية المستقلة هيتومي هاسيغاوا فتسلط الضوء على العدد المتزايد للفنانين والقيّمين الذين يعملون في اليابان، ويختارون تجنب دعم الحكومة لتفادي الرقابة المحتملة لأعمالهم التي تقارب الحياة في بلدهم بعد كارثة فوكوشيما. وفي استقصائنا الخاص من داخل مجموعة بيرغر يكتب ترا نغوين مدير عام الصالة الرائدة غير الربحية سان آرت في فيتنام قصة قصيرة حول حديث غريب مع شخصية غامضة.
في باب (لمحات) تقابل المحررة السابقة في آرت آسيا باسيفيك سوزان أكْرِت فنانة التركيب الياباني شيهارو شيؤتا، المعروفة بعملها التفصيلي الذي تدخل فيه غالباً الخيوط والأسرّة والمفاتيح، خلال مشاركتها في بينالي سيدني الـ20.
ومن مانيلا تلتقي جينيفر بوم لاغداميو مع فنانة الفيديو مارثا أفينزا لتناقش معها أعمالها الملتزمة اجتماعياً التي تتعمق غالباً في قضايا الاقتصاد والبيئة.
وفي جولة خارج باب (لمحات)؛ تقدم كريستين وينكينغ القيّمة المستقلة المقيمة في أمستردام؛ عمل فنانة الفيديو بالافي بول من نيودلهي، التي تنسج لقطات أرشيفية مع تسجيلاتها الوثائقية الخاصة عن الاحتجاجات السياسية على الرقابة، ومن أجل حقوق المرأة. .
في باب (مقالات) يلقي إتش جي ماسترز نظرة على ما يمكن أن يعنيه نموذج (مقاربة فن السكان الأصليين) بعد أن أمضى وقتاً في معرض القيّم ستيفن جيلكريست (كل حين: الحاضر الأبدي في فن سكان أوستراليا الأصليين) الذي استضافه مؤخراً متحف هارفارد للفنون.
في آذار/ مارس؛ حضر المحرر المساعد دينيس سوي اجتماع آذار السنوي الذي تقيمه مؤسسة الشارقة للفنون لتقييم الإستراتيجيات التي اقترحت خلال مؤتمر لحماية دور تعليم الفن، في الوقت الذي يتزايد فيه دور سوق الفن في قيادة البيئة الفنية.
وفي باب (بيت القصيد) لهذا العدد، يتأمل فنان الفيديو بول فايفر فكرة “الوطن” من موقعه كفنان يسافر عبر الحدود في عمله.
أما في باب (وجه لوجه) فإن الفنان المقيم في كيوتو تيبي كانيؤجي المعروف بمنحوتاته التي يصنعها من مواد غير تقليدية، مثل شعر الدمى أو الطعام المصنوع من البلاستيك؛ يشرح حبه لموسيقى ياماتاكا آي اليابانية الصاخبة.
في باب (حيث أعمل) يزور ميكائيل يونغ المحرر المساهم في آرت آسيا باسيفيك الفنان الأفغاني خادم علي الذي تحتفي أعماله بشخصيات استعارية من الأدب الفارسي، حيث تم اللقاء في مرسمه الجديد في سيدني. ويفسر علي الإلهام في أعماله بقوله: (كان جدي لأبي مغني شاهنامه/ كتاب ملحمة الملوك الفارسي. وعندما جاء اللاجئون إلى باكستان اجتمع العديد منهم في منزلنا، وكان جدي يغني لهم قصصاً عن الأبطال والعفاريت، وعن الجوانب الخيرة والشريرة في الطبيعة البشرية). تشير أعمال علي إلى التاريخ الطويل والأسطوري تقريباً من النضال البشري والاضطهاد. وللأسف، ولمجرد أن القصة مألوفة؛ فإنها لا تضمن أن العالم سيكون له حصانة ضد تكرار الأعمال الوحشية التي حدثت في الماضي.