P
R
E
V
N
E
X
T

MARIAM GHANI, The Trespassers, 2010-2011, installation with HD video projection, 4-channel sound, documents. Photo by Alfredo Rubio Armenia. Courtesy Sharjah Art Foundation.

Still from JEANNO GAUSSI’s video, Home Sweet Home, Jerusalem, 2010. Courtesy the artist.

أفغانستان

Afghanistan
Also available in:  Chinese  English

ما تزال أفغانستان تواجه مستقبلاً مجهولاً، فالحرب التي تخوضها قوات حلف الناتو ضد تمرد حركة طالبان قد دخلت سنتها العاشرة، والبلاد تسعى جاهدة لإعادة بناء اقتصادها وتدعم هياكلها الاجتماعية والسياسية الديمقراطية الوليدة.

فالنزاعات الاجتماعية التي شهدتها أفغانستان في العقدين الأخيرين دمرت البنية الثقافية التحتية فيها، وتحت حكم طالبان الذي استمر بين 1996 و2001 تم حظر عروض الأفلام والموسيقى، ودُمّرت أعمال فنية، أما متحف كابل ـ أو ما يعرف بمتحف أفغانستان القومي ـ  فقد كان عرضة للقصف والنهب مراراً أثناء حصار طالبان للمدينة، بعد أن كان ذات يوم حاضناً لأهم مجموعات الآثار القديمة في وسط آسيا.

وعلى مدار العقد الفائت شهد المجتمع الفني في البلاد نمواً بطيئاً ومهماً ذات الوقت، متلقياً الدعم من منظمات غير حكومية، من أهم مؤسسات ذلك المجتمع “مركز أفغانستان للفن المعاصر” الذي يدخل عامه السابع، وهو ينظم في كابل صفوفاً فنية ومعارض وورش عمل، فضلاً عن إدارته “مركز الفنون النسائية”، وهو مؤسسة تعليمية خاصة بالنساء، ففي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قام مركز أفغانستان الذي يديره حالياً فنان الفيديو “رهراو عمرزاد” بنشر أول كاتالوج لفن المرأة المعاصر في أفغانستان، وعرض فيه أعمال حوالي 40 فنانة، وحمل الكاتالوج مقدمة بقلم “عمرزاد”.

وهنا لا بد من الإشارة إلى منظمتين غير حكومتين أخريين كان لهما دور مركزي في تطوير مشهد الفن المعاصر في أفغانستان، أولها “المؤسسة للثقافة والمجتمع المدني” التي تأسست سنة 2003 ، والتي تقوم بتنظيم أحداث ثقافية محلية بدعم من البنك الدولي، ومعهد المجتمع المفتوح، والمفوضية الأوروبية.

وثانيهما “مؤسسة الجبل القرمزي” التي رأت النور سنة 2006 على يد الرئيس حامد كرزاي والأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، وتعنى هذه المنظمة بحفظ وبصيانة التراث الثقافي والمعماري للبلاد، وقد شهدت هذه السنة الانتهاء من أحد أهم مشاريعها التجديدية الحضرية، وتمثَّل المشروع بترميم 65 بناية في مقاطعة “مراد خان” في المدينة القديمة في كابل، وفي المقاطعة ذاتها أسست المنظمة “معهد الفن والعمارة الأفغانية التقليدية” الذي افتُتِح رسمياً في 3 أبريل/ نيسان الماضي في عدة عمارات كابولية تاريخية مرممة تعود إلى القرن الـ19، ويقوم هذا المعهد بتدريب الأفغان على العمارة وعلى التقنيات الحرفية التقليدية، وقد قام طلاب من المعهد بين 7 يونيو/ حزيران و15 يوليو بعرض وبيع مجوهرات ببوتيك “إريكسون بيمون” للمجوهرات في لندن، وذلك في تعاون بين البوتيك و"مؤسسة الجبل القرمزي"، كما كان من المفترض أن تنظم المؤسسة الدورة الرابعة من جائزة الفن الأفغاني المعاصر هذه السنة، غير أن نقص الموظفين حال دون ذلك.

تقوم مؤسسة آغا خان للثقافة “The Aga Khan Trust for Culture” بتشجيع صيانة وإعادة استخدام البنايات والأماكن العامة في كابل، من خلال برنامجها "المدن التاريخية، وفي مارس/ آذار أقامت المؤسسة في قصر الملكة في “باغ بابر” عرضاً تحت عنوان “مشاهد كابل” بدعم من متحف “تاتي موديرن” اللندني، وقد جذب العرض أكثر من 27 ألف زائر، وقدّم أعمالاً تصويرية لـ “نصرت الله أنصاري” و"م. حسن زكي زاده" و"فاردن واعظي"، كانوا قد أنتجوها نهاية سنة 2010 خلال ورش عمل أدارها المصور البريطاني “سيمون نورفولك” مع مجموعة من المصورين الأفغان الشباب.

وقد عرضت صور الفنانين الثلاثة إلى جانب صور لكابل تعود إلى القرن الـ19، بعضها من مجموعة “نورفولك” الخاصة، والأخرى التقطها المصور الإيرلندي “جون بيرك”، فيما استُكمِل عرض “مشاهد كابل” بجزء ثانٍ أقيم بين 6 مايو/ أيار و10 يوليو/ تموز في “تاتي مودرن” تحت عنوان “بيرك + نورفولك”، وعُرضت فيه سلسلة صور “نورفولك” الجديدة عن أفغانستان.

وعلى الرغم من غياب صالات العرض المحلية، إلا أن فنانين أفغان معاصرين حصلوا على اعتراف دولي، حيث تواصل “مريم غاني” المقيمة  في نيويورك عرض أعمالها عالمياً، مثل عرضها الأول لعملها الذي يدور موضوعه حول مترجمين أفغان استخدمهم الجيش الأمريكي، وقد أقيم العرض في بينالي الشارقة بين 16 مارس/ آذار و16 مايو/ أيار، بالإضافة إلى مشاركتها في عرض “حجرات أمريكية: 20 فناناً أمريكياً معاصراً” الذي أقيم بين 8 سبتمبر/ أيلول و27 نوفمبر/ تشرين الثاني في متحف “غيونغنام” الفني في كوريا الجنوبية، هذا فضلاً عن كون مريم الفنان الأفغاني الوحيد المشارك في استعراض “Calvert 22 بين السماء والأرض: الفن المعاصر من وسط آسيا” الذي تم بين 14 أكتوبر/ تشرين الأول و13 نوفمبر/ تشرين الثاني، ووإلى جانب ذلك وكجزء من فريق بحث “documenta13” اشتركت غاني" مع والدها العالم السياسي والأنثروبولوجي الشهير “أشرف غاني”، بغية إنجاز معجم يستكشف دورات النكوص والانتعاش المتكررة التي شهدتها أفغانستان خلال القرن الـ 20.

ومن جانبه قام فنان الميديا المختلطة “جينو غوصي” المقيم في برلين بالتعاون مع “ديالا خصاونة” و"علا خالدي" في عملهم “وطن؟” الذي عرض في معهد كاليفورنيا للدراسات التكاملية في سان فرانسيسكو بين 8 سبتمبر/ أيلول و6 نوفمبر/ تشرين الثاني، فخلقوا فضاءات تشاركية من أجل الكشف عن معانٍ للوطن لا ترتبط حصرياً بالمكان الجغرافي، بل تتعداه إلى الذوق، والصوت، والرائحة، وبضعة كلمات يتم استراق السمع إليها.

وبين 16 و19 مارس/ آذار شارك “غوصي” أيضاً في “The MENASA Studio Dispatches” في دبي بعرض سلسلة أعمال صوتية مدتها 5 دقائق، وذلك بتوكيل من الجزيرة ودبي للمشاريع الفنية.

“ليدا عبدول” إحدى أهم فناني البلاد عادت للإقامة في كابل قادمة من لوس أنجلوس، وهي تعمل الآن على مشاريع تستكشف العلاقة بين العمارة والهوية في أفغانستان المعاصرة، ومن خلال “le Peuple Qui Manque” عرضت لها 3 أفلام في باريس كجزء من حدث “Persistance des Ruines” الذي نظمته المؤسسة في 1أكتوبر/ تشرين الأول.

وأخيراً وبموجب الاتفاقية التي بين “مركز أفغانستان للفن المعاصر” و"أكاديمية أوسلو الوطنية للفنون"، ستعقد الأكاديمية ورش عمل ومعارض لطالبات “مركز الفنون النسائية” حتى عام 2012.