P
R
E
V
N
E
X
T

من منظور آخر

Also available in:  Chinese  English

الكل يعرف أن “الأخ الأكبر” قد كشف حقيقةَ معظم ما تكلمنا عليه في عام 2013. عن العالم سواء في اسطنبول، أو دبي، أو كرايستشرش، أوسيؤول، ولكن ليس بكين، ودمشق، وطهران، وبيونغ يانغ، تجاذبنا أطراف الحديث حول علاقاتنا، والوصفة التي جربناها مؤخراً، العادات الظريفة للحيوان الجديد الذي نربيه، وخططنا أن نترك عادة سيئة، أو عاداتنا السيئة! ثرثرنا حول أصدقائنا، وأعدائنا، و"أعدقائنا". ونحن أيضاً تكلمنا على البابا الجديد فرانسيس، والطفل الملكي جورج، وحول الفيضانات والأعاصير المرعبة في جميع أنحاء العالم، ليس  لنذكر أحياناً أننا ننغمس في موضوعات خفيفة مثل وجود ظاهرة رقصة “تويركينغ” التي ابتدعتها المغنية مايلي سايروس. هذا هو العالم حسب فيس بوك، ويعود الفضل لـ 1.19 بليون مستخدم الذين دونوا معلوماتهم في وسيلة الإعلام الشرهة العملاقة.

المحررون في “آرت آسيا باسيفيك” هم أيضا ذخيرة معلومات، ولكن في موضوعات أكثر انفتاحاً وتعريفاً بالفن، وبالتحديد؛ في موضوعات تسبر قيم الفن الاجتماعية والجمالية. وعوضاً عن تقديم هذه المعلومات مباشرة لطرف ثالث مثل وكالة الأمن القومي في الولايات المتحدة، أو مركز استخبارات الحكومة البريطانية، فنحن نقدم هذه الخلاصة الثقافية المعروفة باسم “ألماناك” (الرزنامة) إلى كل من لديه فضول حول الفنانين، وأعمالهم، وحول الافتتاحيات في 2013، وحول ما نتطلع إليه في عام 2014، في 67 دولة تسميها “آرت آسيا باسيفيك” أرض الوطن.

ما الذي يناقشه غالباً أهل الفن من جهتنا؟ المتاحف الجديدة بالطبع، ولكن أيضاً كيف ننقذ المتنزّهات العامة من الدمار، وما علينا فعله بخصوص مؤسسات الفن المترنحة، وكيف يمكن أن نجعل المدن كما يريدها الناس أن تكون. ثم هناك موت الملهمين الأعزاء، ومديري المعارض الفنية ذوي الرؤيا والمثقفين الضليعين، والعديد من الذكريات الجميلة عن مساهماتهم في العالم. وبالطبع هناك الحديث عن المال؛ الكثير من المال. من بحق السماوات اشترى لوحة الرسام زينغ فانزي بـ23.1 مليون دولار أميريكي؟ أو واحدة من ثلاثية الفنان فرنسيس بيكون بـ 142 مليون دولار أميريكي؟ هل يمكن أن يكون الشخص ذاته، أو ربما العائلة ذاتها؟ وهناك أيضاً دائماً حديث عن المستقبل. ثم ما المعارض الفنية التي ستضيفها إلى برنامجك هذا العام؛ مانيلا، داكا، عمّان، أم أوساكا؟ وهل سمعت من سيكون مدير البينالي التالي في…؟

منشورنا  “ألماناك” الآن في طبعته التاسعة، وفي كل مرة كنا ندعو عدداً من الشخصيات البارزة في الفن العالمي ليقيّموا النشاطات الثقافية الرئيسة للعام الفائت، وللعام القادم. الفنانة عائدة محمودوفا مؤسسة صالة يارات كونتمبوراري آرت سبيس في باكو عاصمة أذربيجان، والفنانة ميلا جارمسا المؤسسة الشريكة لسيميتي آرت هاوس في يوغياكارتا في أندونيسيا، نحن فخورون جداً أن نكتشف أن الجماعات الفنية في بلد كل منهما تطلق مبادرات جديدة حيوية، سواء بالمشاركة في بينالي البندقية، أو بتوسيع نطاق النشاطات المحلية.

من منظور واسع جغرافياً؛ فإن رئيسة مؤسسة الشارقة للفن الشيخة حور القاسمي، والفنانة شيجيوكي كيهارا من ساموا؛ كشفتا تفاصيل برنامجهما الزاخر، كسفيرة ثقافية وفنانة على التوالي. تتذكران العديد من أفضل لحظات جولاتهما العالمية في عوالم الفن الخاصة بهما. هاوي جمع الأعمال الفنية الأندونيسي من أصل صيني دودي تيك سيفتتح الفرع الثاني لمتحفه يوز (يوز ميوزيم)، هذه المرة في شنغهاي في 2014، يتحدث عن الحاجة إلى أعلى معايير الاحتراف في الصين في عصر بناء المتاحف. ومن كلكتا باتريك راجا من صالة العرض “إيكسبيريمنتر” يلفت الانتباه إلى استمرار الديناميكية في الفن الهندي على الرغم من – أو ربما بسبب – ركود السوق.

فريق العمل لإنجاز هذه الطبعة من الروزنامة “ألماناك” من استانبول مراسلنا إتش جي ماسترز، مع الدعم المتفاني من جون جيرفيس المتفاني، وهانائي كو، ودون جي.كون، وسيلفياتساي، وكاثرين تونغ، ومينغ لين، وتشلوي ماندريك، وميكايل لاكوي. نحن نشكر خصوصاً المساهمين الكثيرين معنا، ومكاتب المحررين حول العالم التي تقوم بدور الترجمة الثقافية، من شبكات علاقاتهم المحلية يقدمون الكثير، ويشاركون بمعرفتهم الشخصية. نحن أيضاً مدينون للعديد من الأفراد والمنظمات الذين يشاركونا بحماستهم، ورؤاهم، ومصادرهم.

التصميم الجميل للروزنامة “ألماناك” بإشراف المخرج الفني دانييل هوثارت، مع المصمم جين كووك، ومحررة الصور آن وو، والمصممة الداخلية غاغا تزان. لقد طبعوا تصميم “ألماناك” الأنيق بغلاف جديد براق مع توزيع ملفت في قسم مقالة (خمسة + واحد)، حيث تسلط الأضواء على الإنجازات الجوهرية لريتشارد بيل، ولي مينغوي، وشيلبا غبتا، وشينرو أوتاكي، وسوفيب بيتش، وسيمون فوجي وارا، وأيضاً في قسمنا للكتب الذي يقدم 12 كتاباً منحتنا المتعة الكبرى هذا العام.

من فن البالون في هونغ كونغ (بما في ذلك بطة مطاطية صفراء ضخمة تتمايل على شاطئ المدينة)، إلى حسين سنتينل ومشروعه لتحسين مدينته استانبول، وعمران قرشي بأعماله الضخمة في المنمنمات التي تغطي سطح متحف ميتروبوليتان في مدينة نيويورك، وأبراج الضوء التي تترامى في سماء الشارقة من إبداع الفنان ريوجي إيكيدا، بكل هذا لن تكون “ألماناك” مصدراً لمعلومات عن نقاط تلاق ديناميكية للساحة الفنية اليوم فحسب، بل ستقدم نبض عالم الفن المبدع بشكل أنيّ وجهاً لوجه، وبهذا ستكون شبكة تواصل اجتماعية تفاعلية بأفاق واعدة وغنية.