لا تظهر الحرب الأهلية السورية أي إشارة لانتهائها. وقد شهد عام 2014 قيادة الولايات المتحدة لتدخل عسكري رداً على صعود تنظيم داعش (ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام)، مما يؤكد على الطبيعة العالمية المتزايدة للصراع. وسط الموت والدمار شهدت الانتفاضة السورية التي بدأت عام 2011 تدفقاً لإبداعها في أشكال الملصقات السياسية، والكتابة على الجدران، والتصوير، والرسم، بالإضافة إلى مئات آلاف أشرطة الفيديو التي توثق الصراع، واللقطات اليومية الحية على الهواتف الشخصية، ومشاركتها على الإنترنت.
في العاصمة دمشق؛ لدى المتحف الوطني مجموعة غنية من الفن الحديث، لكنه لم يعرض أعمالاً معاصرة. المؤسسات الأخرى التي يسيطر عليها النظام؛ مثل دار أوبرا دمشق (دار الأسد للثقافة والفنون) تشغل برامج أساسية حتى في أسوأ فترات القتال. منذ 2012، صالة الفن الآن غير الربحية – وهي واحدة من المبادرات القليلة التي تقيم برامج ثقافية في دمشق – تخلت عن مقرها من أجل إيواء اللاجئين.
مع هجرة نصف سكان سوريا تقريباً من منازلهم خلال الـ3 سنوات الماضية؛ الممارسون الثقافيون يلتمسون ملجأ في دول الجوار لبنان وتركيا والأردن. في بيروت “اتجاهات” غير الربحية تشكلت عام 2012 من مجموعة فنانين وناشطين لدعم المشاريع الثقافية المستقلة. “بدايات” هي منظمة أخرى غير ربحية، نظمت ورش عملهن، وأنتجت أفلاماً وثائقية سورية، وأشرطة فيديو تجريبية؛ عام 2014 محمد علي أتاسي، وزياد حمصي أنتجت لهما “بدايات” الفيلم الوثائقي (بلدنا الرهيب)/ 2014)؛ عن المعارض السوري ياسين الحاج صالح حصل على الجائزة الكبرى في مهرجان مرسيليا السينمائي الدولي.
بسبب القتال والمنفى؛ انتقلت عدة برامج إلى الفضاء الإلكتروني. مهرجان حلب الدولي للتصوير الضوئي كان من المقرر أن يقام على الإنترنت في كانون الأول/ ديسمبر، لكن بحلول الوقت لم ينظم المهرجان. عام 2014 أعلن مهرجان سوريا لأفلام الهاتف المحمول عن خطط لجمع وتفحّص لقطات الأفلام الشخصية بالهاتف المحمول، وما من أخبار منذ ذلك الحين. مجموعة أبو نضّارة تطلق فيلماً قصيراً كل أسبوع تضامناً مع الثورة.
وبينما نما المشهد الفني التجاري بشكل كبير في السنوات التي سبقت الثورة؛ إلا أن معظم صالات العرض أغلقت الآن، أو انتقلت إلى خارج سوريا. صالة الأتاسي في حمص التي استمرت لفترة طويلة أُغلقت على الرغم من أن أختها صالة غرين آرت في دبي قدمت معرضاً فردياً للفنان السوري الراحل فاتح المدرس. أما صالتي رَفيا وتجليات فقد أُغلقتا مع احتفاظ الثانية بحساب على الفيسبوك؛ وقد لعبت صالة سامر قُزح للفن دوراً في معرض الفن في بيروت عام 2014، وفي معرض الفن في سنغافورة(27/11 – 30).
مكان العرض الأكبر في دمشق صالة أيام؛ بقيت مغلقة رغم أن مثيلاتها الموجودة في الشرق الأسوط قدمت فنانين سوريين. في بيروت قدمت صالة أيام معرضاً جماعياً في ذكراها السنوية الـ5، ضمنته أعمالاً أحادية اللون للفنان صفوان داحول (10/30–1/10/15)، بينما قدمت أختها صالة القوز في دبي معرضاً استيعادياً للوحات سامية حلبي ورسوماتها وطبعاتها وتماثيلها المعلقة (2/19–4/30).
في الخارج؛ عدة فنانين سوريين ومقتني أعمال فنية تشاركوا في معرض جماعي (هنا وفي أماكن أخرى) في متحف نيويورك الجديد، ضم أبو نضّارة، مختار غاربيديان، وهرير سركسيان.
في أوروبا؛ أقام الرسام السوري يوسف عبدلكي معرضاً فردياً في باريس في صالة كلود لوماند/ 4/3–5/3، في حين قدمت صالة بارونيان في بروكسل معرضاً لمختار غاربيديان للصور الفوتوغرافية والرسائل والشرائح في (أنا أحبك، لكن لا أعرف)/ 2/28–3/29. صالة أيام دبي عرضت (معالم)/ 10/27–1/10/15؛ وهو يضم سلسلتين جديدتين من لوحات ثائر هلال. لوحاته المبكرة في الميديا المختلطة عرضت إلى جانب أكثر أعماله حداثة، والتي تدل على عودة الفنان إلى التجريد. أخيرا وليس آخراً؛ المخرج السينمائي والجامع الذي علم ذاته أبو نضّارة والذي يعني اسمه بالعربية “رجل ذو نظارات”؛ كان قد منح جائزة قائمة فيرا للفن والسياسة، التي تمنح مرتين في السنة لفنان أو لمجموعة تعمل على تعزيز العدالة الاجتماعية.