في ترقب لصدور العدد المئوي لمجلتنا آرت آسيا باسيفيك، وعلى مدار عام كامل، وتجهيزاً لهذه المناسبة عاد فريق المحررين إلى العدد الافتتاحي الأول الذي صدر في شهر آذار من عام 1993 في سيدني. وفيه بحثنا على الرؤيا والدافع خلف مشروع المجلة، والتي لخصها مستشار التحرير ومدير متحف الفن المعاصر في سيدني ليون باروسيين في مقاله(الفن وآسيا باسيفيك: مقدمة أسترالية)، وفيه عرّف المجلة من وجهة نظرالتعددية الثقافية الأسترالية، فناقش اللاجئين، وخاصة من أوروبا وآسيا في النصف الثاني من القرن ال-20، والسياسات الاقتصادية لعقد التسعينيات، وكيفية ربط أستراليا مع جيرانها شمالاً.
كما تحدث باروسيين عن رغبة المجلة بالتعبير عن (الشعور بأن بلدان آسيا طورت ثقافات بصرية ديناميكية). ومع أن المقالة صدرت منذ 23 عاماً، لكنها لا تزال تلك الأفكار مهمة اليوم.
في باب آرت آسيا باسيفيك (ميزة) في عددنا المئوي؛ نخط مسار تطور عالم الفن، وذلك بتتبع خمسة مفاهيم تكررت في مقالاتنا، نحلل معانيها منذ أول مرة ذكرت، وكيف تغيرت استخداماتها. وبالتعاون مع مشاركات فريق التحرير ليلي نيشياما، إميليا أبرامسون، كارينا فيشير، تيري سيت، فالينسيا تونغ وإيزابيل واهونو؛ درسنا صفحات 99 عدداً من المجلة، باستثناء طبعات Almanacs.
من مئات المصطلحات، وقع اختيارنا على خمسة بالتحديد هي: الأرشيف، التدخل، النظام البيئي، الرقابة والإحياء. وكل منها جسد في مساره وتطور استخدامه تاريخاً مصغراً لعالم الفن في العقدين السابقين.
كما أتممنا نقل الأعداد المائة من إصدارات مجلتنا إلى نسخ رقمية. ومع أن ذلك يبدو وكأنه عملية تقنية بحتة في العصر الرقمي، إلا أن نقل الأعداد الأولى والصور التي تضمنتها من بدايات التسعينيات إلى منصة رقمية؛ كان عملاً مضنياً وصعباً. لم نبدأ بنسختنا الرقمية حتى عددنا الـ55. حتى الملفات التي تم إنتاجها في بداية الألفية الثانية ببرنامج الكمبيوتر Quark، لا يزال محفوظاً بأقراص صلبة. وأما الآن فإن المشتركون في المجلة يمكنهم الاطلاع على أول "أرشيف"، أو على آخر "إحياء"، كما يمكنهم تقليب أعداد المجلة الأولى بالدخول إلى مكتبتنا الرقمية على الرابط: library.artsasiapacific.com
مقالات عددنا المئوي تبين كيف كنا أوفياء لرؤيا باريسيين وحلم فريق التحرير الأول الذي وضع نصب عينه تحقيقها عام 1993.
قمنا باختيار الفنانين الذين يمثلون ثلاثة أجيال، كلٌٌّّ لأسبابه الخاصة ترك بلده الأم، ولكن بقي على اتصال وثيق بها حتى عاد في نهاية المطاف إليها. المؤرخ وفنان الفيديو ستيفين جونز يأخذنا في رحلة في أعمال الفنان النيوزيلندي لين لاي (1901ــ1980)، والذي عرف بأفلامه الرائدة وبمنحوتاته الحركية.
من مكتب آرت أسيا باسيفيك في دبي؛ سافر محررنا كيفن جونز إلى طهران للقاء الفنان بويان شابور البالغ من العمر 37 عاماً، ليستكشف المعاني الثقافية في منحوتاته وأعماله المميزة على الورق التي تتناول موضوع السلطة. ومن هونغ كونغ، أجرت مساعدة آرت آسيا باسيفيك سيلفيا تساي مقابلة مع الفنانة تيفاني تشانغ المقيمة في هو تشي منه، والبالغة من العمر 47 عاماً، تحدثتا فيها عن ممارسات انطوت على أبحاث دقيقة معمقة في الفجائع السياسية والكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية.
في ختام عددنا، في باب مراسلاتنا من مجموعة برغر، نأخذ قراءنا في رحلة مع عدة فنانين، الأولى مع إينا سوانسيا المقيمة في نيويورك، ومع الفنان الألماني الشاب دينيس شول الذي يبحث في أعماله الطرق المختلفة لمقاربة الممارسات المرموقة تاريخياً.
في باب (مقالات)، من مكتب آرت آسيا باسيفيك في تايوان؛ يقدم المحرر ديفيد فريزر بحثاً في غياب سرد تاريخي فني شامل للفن الصيني المعاصر، وتقدم القيمة آني جايل كوان معرض (الفنان والإمبراطورية) في الـ"Tate" البريطانية، ويغطي المعرض الفن من امتداد الحضارة والتي لا تغيب عنها الشمس، ومنها سيسافر المعرض إلى المتحف الوطني في سنغافورة في شهر أكتوبر.
وفي شهر أيلول؛ سيبدأ موسم جديد مع عدد من عروض البينالي المهمة في المنطقة. وفي عددنا هذا نكتب عن المشاركات القادمة في تايبيه، في كل من سنغافورة، وجاناكالي التركية، والبينالي الجديد في ينشوان في نينغشيا الصينية، وكذلك في معرض قلنديا الدولي في فلسطين، ومشروع أنيانغ للفن في كوريا.
وفي هذا العدد كذلك؛ نقدم ملحقاً خاصاً لثلاثة مهرجانات، بينالي كورية في أيلول، وهي غوانغجو وبوسان وميديا سيتي في سيول. كما يجري محررنا إيتش جي ماسترز مقابلات مع ثلاثة مشرفين على الفن: ماريا ليند، ويون شيغاب، وبيك جي ـ سوك، ليتحدث عن رؤيا كل واحد منهم لمعارضهم القادمة. ويقدم أيضاً تقريراً عن مقابلة حصرية أجراها مع بارتومو ماري مدير المتحف الوطني للفن المعاصر والحديث في كوريا، والذي شاركه بخطته القادمة لهوية المتحف وتوجهاته.
في باب (ملامح) نركز على الفنانين الصاعدين، وهم الفنانه تشين ين جو من تايوان، والفنانة والقيّمة المقيمة في مانيلا لينا كوبانغبانغ، والفنان الأدائي مو سات من مينامار. وتلتقي مجلتنا آرت آسيا باسيفيك أيضاً بالنجم السينمائي جوان جي لي في سيول في حديث عن مغامراته في عالم تجميع الفن.
كما يقدم المحرر مايكل يونغ تقريراً عن سفره إلى شنغهاي، حيث زار مرسم الفنان زانغ إينلي. كما تشرح الفنانة فيرينز لاي افتتانها بأعمال فرانسيس بيكون في باب (وجه لوجه).
في باب (محور) تستعيد فنانة التركيبات تيبا بيغم ليبي على مدار عقدين من ممارسة الفن، وتشرح كيف أنه وعلى الرغم من وهم “التواصل” الذي تمنحنا إياه التكنولوجيا؛ إلا أن مزاولة الفن في بنغلادش اليوم لا تزال طريقاً صعبة و منعزلة.
يبدو بأن التحديات التي عاينتها آرت آسيا باسيفيك قبل 100 عام لا تزال حاضرة وحية.
إن الفن هو دائماً مفترق الطرق حيث يلقي المألوف بالمجهول، وبهذا يذكرنا بأنه لا يزال أمامنا الكثير لنقدمه في الأعداد المئة القادمة.