P
R
E
V
N
E
X
T

ALEXANDRE SINGH, The Alkahest, Chapter 1, 2009, Documentation of a performance in which the artist recites the first of three interwoven narratives from memory.

لمحة

أليكساندر سينغ

USA France
Also available in:  Chinese  English

يقف “أليكساندر سينغ” على رأس مسيرة متعددة الاهتمامات، تمتلئ بالكلمات والصور والأفكار دائمة التحور التي ما فتئت تتحدى أنظمة الفهم التاريخية السائدة وتراتبيتها الراسخة.

“سينغ” تحدث إلى “أرتس آسيا باسيفيك” حول الطريقة الكامنة وراء نظمه ذاتية التحديد:

أخبرنا عن العلاقة بين الأشكال المتعددة لممارستك الفنية، مثل الكولاج والأداء والإنشاءة، وكيف تنظم المعلومات من خلالها، جميعًا أو على انفراد..

لكل عمل أصنعه منطق داخلي قوي جداً فعمل (جمعية التعليمات)/2008 مثلاً هو نظام للأفكار المعروضة على جدار، حيث تربط الكولاجات الفردية معاً من خلال نقط على الجدران، ونرى في هذه الكولاجات مواضيع متكررة تكشف في النهاية عن طريقة تفكير أكثر شمولاً، ويمكن أن نقول الشيء ذاته عن عمل مختلف تماماً هو (ماركة الشريط الثالث)/2007؛ الذي هو نوع من الحكاية الفاوستية عن مؤسس شركة أديداس “أدي داسلر”، فيظهر العمل عبر أشكال منوعة “فيديو، كتاب، إنشاءات،… إلخ”، وهو مثل أعمالي الأخرى يمزج أيقونات معاصرة مع سلسلة من الأعراف الأدبية والموتيفات الميثولوجية.

يمكننا اعتبار الكولاج تشبيهاً مناسباً لطرائقي المختلفة في إبداع أعمالي، وإذا كنت أزاوج بين اتجاهات لأشكال شديدة التباين، فإن ذلك لا يتم بشكل هندسي منظم، حيث أنّ وضع “أ” و “ب” معاً لا ينتج بالضرورة "ج"، وربما يكون الناتج مجرد "أب"، وهو في الوقت ذاته مختلف عن “أ” أو “ب” وحدهما، أظن أن هذه طريقة رمزية لتوضيح عمل الكولاج.

من أين تستمدّ المادة البصرية لكولاجاتك في أعمال مثل “جمعية التعليمات”؟

من مصادر عدة، فأنا أحتفظ بموسوعات قديمة مثل سلسلة “تايم-لايف” التي أبهرتني دائماً صورها، وربما كان ذلك نتيجة محدودية التكنولوجيا المطبوعة في ذاك الوقت، لكن تلك الصور كانت أكثر بساطة ومقروئية وحيوية، وهو ما يخدم أهدافي تماماً، أما إذا كنت أبحث عن صورة معينة أتخيلها في ذهني، فإنني ألجأ إلى “ويكيبيديا” أو إلى “فلكر” أو إلى المجلات، ويجب الإقرار هنا أن عمل نسخ من هذه المواد المتنوعة معاً يقلل من تمايزها عن بعضها في الصورة الناتجة، إذ إنها تصبح وكأنها شيء واحد مولّف.

هل ترتجل ارتجالاً حين تحبك قصصك معاً؟ فعملك الأدائي “الكاهيست”/2009 يذكّرني بـ"داستانغوي"، وهي الطريقة الإسلامية التقليدية في القصّ، والتي تتطلب تمكناً استثنائياً من البلاغة والإلقاء والتقليد، والغالب عليها التأليف العفوي..

لا شك أن عنصر الارتجال في طريقة القص هذه “داستانغوي” توازي ما أقوم به حين أؤدي، فأداءاتي المتكررة للعمل ذاته تختلف قليلاً، إذ لا توجد نسخة أصلية حاسمة، وأنا شغوف بإنتاج أعمال قابلة للتحوّر، تملك جوهراً فقط دون الشكل الخارجي الثابت، والارتجال هنا يلعب دوراً كبيراً، فهو يمنح الأشياء فرصة أن تبقى مائعة، مقاومة للتكلس في أشكال ميتة راسخة، والجمهور يمكن تحويله إلى شخصيات للعمل، تماماً كما يمكن للبهلواني أن يلتقط كرة رُميت عليه من الجمهور، فيدخلها بسلاسة إلى حلقة ألعابه الكروية، وربما لا يكون عملي بذات الصعوبة، لكنه يجلب الانتباه بإحكام إلى شكل بناء القصة بطريقة ميتا-مسرحية.

Alexandre-singh_-assembly-instructions-_ikea_-thirty-seven_-framed-xerox-collages-and-dotted-pencil-lines_-2008-1_1000

(Above and detail)

ALEXANDRE SINGH, Assembly Instructions (Tangential Logick), 2008, set of 79 Ikea-framed Xerox collages and dotted pencil lines. Installation view at Harris Lieberman Gallery, New York, 2009. Collection of Museum of Modern Art, New York.

في أعمال مثل “مدرسة الأشياء المنتقدة”/2010 و"ماركة الشريط الثالث" قصة واضحة وقوية، ما علاقتك بالشكل المادي الذي تظهر به هذه القصص أخيراً؟

من الأشياء التي لا أصرح بها عادة أثناء تقديمي هذه المشاريع القصصية هو أن الشكل الذي ستظهر به الإنشاءة يبدأ بشغل مساحة من تفكيري في ذات الوقت الذي أكتب فيه نصها، ففي “ماركة” مثلاً، فإن موتيفات كالمربعات البيض والسود ـ التي تجسّد للعدّائين فكرة القوى الشريرة الظلامية التي تفسد مواطني البلدةـ تعكس بوضوح شديد الأنماط البيضاء والسوداء المتموجة التي يراها الجمهور وهو يتابع الفيديو الذي يحكي القصة، والشيء ذاته ينطبق على العناصر الأيقونية الأخرى، مثل الأحذية والصمامات ولصاقات الجروح، التي تجاور أسطرتها في القصة حضورها المادي في الإنشاءة، وكما أنّ الإنشاءة المادية ليست توضيحاً للعالم الحكائي، فإن العالم أيضاً ليس مجرد تقليد شاحب للإنشاءة، بل إنّ كلاً منهما يكمّل الآخر، وقد استخدمت هذه المقاربة ذاتها في عمل " المدرسة" أيضاً.

تبدو مولعاً بتقديم جرعات من الفكاهة في القصص والإنشاءات..

جميع الخصال التي أبحث عنها في الفن والفيلم والأدب هي الظُرف وسعة الخيال، ولا يمكننا الإنكار أن ثمة شيئاً إبداعياً وبارع الخيال في الكوميديا، حيث أن بعض أغنى المواد البصرية التي صنعتها ثقافتنا ـ منذ “أرستوفان” وحتى “مونتي بايثون”ـ نبعت من هذا السعي نحو الضحك، ولو امتلكت جرأة كبيرة لقلت إن الكوميديا ارتبطت دائماً بعالم بصري أخصب بمراحل من التراجيديا، وإذا جاز لي الاقتباس من “أوسكار وايلد”، فلنتذكر قوله:“على المرء معالجة الأشياء الجادة بخفة، ومعالجة الأشياء الخفيفة بجدّية”.

Ads
RossiRossi Opera Gallery E-flux CHRISTIE"S